ثم قال: ﴿ وَأَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ مَآ أَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ ﴾ [آية: ٤١] يقول: ما لأصحاب الشمال من الشر، ثم ذكر ما أعد لهم في الآخرة من الشر، فقال: ﴿ فِي سَمُومٍ ﴾ يعني ريحاً حارة تخرج من الصخرة التي في جهنم فتقطع الوجوه وسائر اللحوم. ثم قال: ﴿ وَحَمِيمٍ ﴾ [آية: ٤٢] يعني ظلا أسود كهيئة الدخان يخرج من جهنم، فيكون فوق رءوسهم وهم في السرادق ثلاث فرق، فذلك قوله: ﴿ ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ ﴾ وهي في السرادق، وذلك قوله في الكهف أيضاً:﴿ أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ﴾فيقليون تحتها من حر السرادق، فيأخذهم فيها الغثيان، وتقطع الأمعاء في أجوافهم والسرادق عنق يخرج من لهب النار فيدور حول الكفار، ثم يخرج عنق آخر من الجانب الآخر فيصل إلى الآخر، فيحيط بهم السرادق، فذلك قوله: ﴿ أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ﴾.
﴿ وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ ﴾ [آية: ٤٣] رءوسهم ثلاث فرق فيقيلون فيها قبل دخولهم جهنم، فذلك قوله في الفرقان:﴿ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ ﴾في الجنة مع الأزواج﴿ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ﴾[الفرقان: ٢٤] من مقيل الكفار في السرادق، تحت ظل من يحموم. ثم نعت الظل، فقال: ﴿ لاَّ بَارِدٍ ﴾ المقيل ﴿ وَلاَ كَرِيمٍ ﴾ [آية: ٤٤] يعني ولا حسن المنزل، ثم نعت أعمالهم التي أوجب الله عز وجل لهم بها ما ذكر من النار.