يقول الله تعالى: ﴿ قُلْ ﴾ لهم يا محمد ﴿ إِنَّ ٱلأَوَّلِينَ ﴾ يعني الأمم الخالية ﴿ وَٱلآخِرِينَ ﴾ [آية: ٤٩] يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم ﴿ لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ ﴾ يعني إلى وقت ﴿ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ﴾ [آية: ٥٠] في الآخرة، ثم ذكر طعامهم وشرابهم في الآخرة، فقال: ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ ﴾ يا أهل مكة ﴿ أَيُّهَا ٱلضِّآلُّونَ ﴾ عن الهدى يعني المشركين، ثم قال: ﴿ ٱلْمُكَذِّبُونَ ﴾ [آية: ٥١] بالبعث لقولهم أو يبعث آبائنا الأولين؟ ﴿ لآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ ﴾ [آية: ٥٢] ﴿ فَمَالِئُونَ مِنْهَا ﴾ يعني من طلعها وثمرها ﴿ ٱلْبُطُونَ ﴾ [آية: ٥٣] ﴿ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ ﴾ يعني على الأكل ﴿ مِنَ ٱلْحَمِيمِ ﴾ [آية: ٥٤] يعني الشراب الحار الذي قد انتهى حره ﴿ فَشَارِبُونَ شُرْبَ ٱلْهِيمِ ﴾ [آية: ٥٥] يعني بالهيم الإبل يأخذها، يقال له: الهيم، فلا تروى من الشراب، وذلك أنه يلقى على أهل النار العطش كل يوم مرتين حتى يشربوا الشراب الهيم ﴿ هَـٰذَا ﴾ الذي ذكر من الزقوم والشراب ﴿ نُزُلُهُمْ يَوْمَ ٱلدِّينِ ﴾ [آية: ٥٦] يعني يوم الحساب ﴿ نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ ﴾ ولم تكونوا شيئاً تعلمون فَـ ﴿ فَلَوْلاَ ﴾ يعني فهلا ﴿ تُصَدِّقُونَ ﴾ [آية: ٥٧] بالبعث.


الصفحة التالية
Icon