﴿ فَسَبِّحْ ﴾ يقول اذكر التوحيد ﴿ بِٱسْمِ رَبِّكَ ﴾ يامحمد ﴿ ٱلْعَظِيمِ ﴾ [آية: ٧٤] يعني الكبير فلا أكبر منه ﴿ فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ ٱلنُّجُومِ ﴾ [آية: ٧٥] يعني بمساقط النجوم من القرآن كله أوله وآخره في ليلة القدر نزل من اللوح المحفوظ من السماء السابعة إلى السماء الدنيا إلى السفرة، وهم الكتبة من الملائكة نظيرها في عبس وتولى:﴿ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ ﴾[الآية: ١٥-١٦] ثم عظم القسم فقال: ﴿ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾ [آية: ٧٦] ﴿ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ﴾ [آية: ٧٧] أقسم بأنه قرآن كريم. ثم قال في حم السجدة:﴿ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴾[فصلت: ٤١] كرمه الله وأعزه، فقال هذا القرآن ﴿ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ﴾ [آية: ٧٨] يعني مستور من خلقه، عند الله في اللوح المحفوظ عن يمين العرش ﴿ لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ ﴾ [آية: ٧٩] لا يمس ذلك الكتاب إلا المطهرون من الذنوب، وهم الملائكة السفرة في سماء الدنيا، ينظر إليه الرب، جل وعز، كل يوم، ثم قال هذا القرآن: ﴿ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ ﴾ [آية: ٨٠] ﴿ أَفَبِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ ﴾ يعني القرآن ﴿ أَنتُمْ مُّدْهِنُونَ ﴾ [آية: ٨١] يعني تكفرون، مثل قوله:﴿ وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ﴾[القلم: ٩] ﴿ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴾ [آية: ٨٢]" وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم غزا أحياءً من العرب في حر شديد، ففنى ما كان عند الناس من الماء، فظمئوا ظمأ شديداً، ونزلوا على غير ماء، فقالوا: يا رسول الله، استسق لنا، قال: فلعل إذا استسقيت فسقيتم تقولون هذا نوء كذا وكذا قالوا: يا رسول الله قد ذهب وخبر الأنواء، فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم وصلى ثم دعا ربه فهاجت الريح وثارت سحابة فلم يلبثوا حتى غشيهم السحاب ركاماً فمطر مطراً جواداً حتى سألت الأودية فشربوا وسقوا وغسلوا ركابهم وملأوا أسقيتهم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فمر على رجل وهو بقدح من الوادي وهو يقول: هذا نوء كذا وكذا، فكان المطر رزقا من الله فجعلوه للأنواء ولم يشكروا نعمة الله تعالى، وتجعلون رزقكم يعني المطر بالأنواء أنكم تكذبون، يقول أنا رزقتكم فلا تكذبون وتجعلونه للأنواء ".