﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا تَنَاجَيْتُمْ ﴾ يعني الذين أقروا باللسان، وهم المنافقون منهم عبدالله بن أبى، وعبدالله ابن سعد بن أبي سرح، وغيرهم، كان نجواهم أنهم كانوا يخبرون عن سرايا النبي صلى الله عليه وسلم ما يشق على من أقام من المؤمنين، وبلغنا أن ذلك كان في سرية جعفر بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وعبدالله بن رواحة، قتلوا يوم مؤتة، ولعل حميم أحدهم في السرية، فإذا رأوه تناجوا بينهم فيظن المسلم أن حميمه قد قتل فيحزن، لذلك، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن النجوى ﴿ فَلاَ تَتَنَاجَوْاْ بِٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ ﴾ يعني المعصية والظلم ﴿ وَمَعْصِيَتِ ٱلرَّسُولِ ﴾ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان نهاهم عن ذلك، ثم قال ﴿ وَتَنَاجَوْاْ بِٱلْبِرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ ﴾ يعني الطاعة، وترك المعصية، ثم خوفهم فقال: ﴿ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيۤ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [آية: ٩] بعد الموت فيجزيكم بأعمالكم.