قوله: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ تَوَلَّوْاْ قَوْماً غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم ﴾ يقول ألم تنظر يا محمد إلى الذين ناصحوا اليهود بولايتهم فهو عبدالله بن نبتل المنافق، يقول الله تعالى: ﴿ مَّا هُم ﴾ يعني المنافقين عند الله ﴿ مِّنكُمْ ﴾ يا معشر المسلمين ﴿ وَلاَ مِنْهُمْ ﴾ يعني من اليهود في الدين والولاية فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن نتيل: " إنك تواد اليهود " فحلف عبدالله بالله إنه لم يفعل وأنه ناصح، فأنزل الله تعالى: ﴿ وَيَحْلِفُونَ عَلَى ٱلْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آية: ١٤] أنهم كذبة ﴿ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ ﴾ في الآخرة ﴿ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ سَآءَ ﴾ يعني بئس ﴿ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ [آية: ١٥] ﴿ ٱتَّخَذْوۤاْ أَيْمَانَهُمْ ﴾ يعني حلفهم ﴿ جُنَّةً ﴾ من القتل ﴿ فَصَدُّواْ ﴾ الناس ﴿ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾ يعني دين الله الإسلام ﴿ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴾ [آية: ١٦] فقال رجل من المنافقين: إن محمد يزع أنا لا ننصر يوم القيامة، لقد شقينا إذًا، إنا لأذل من البعوض، والله لننصرن يوم القيامة بأنفسنا وأموالنا وأولادنا إن كانت قيامة، فأما اليوم فلا نبذلها، ولكن نبذلها يومئذ لكي ننصر، فأنزل الله تعالى: ﴿ لَّن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً ﴾ يوم القيامة ﴿ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [آية: ١٧] يعني مقيمين في نار لا يموتون.


الصفحة التالية
Icon