فقال: ﴿ وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُوا ٱلدَّارَ ﴾ يعني أوطنوا دار المدينة من قبل هجرة المؤمنين، إليهم بسنين. ثم قال: ﴿ وَٱلإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ ﴾ من قبل هجرة المهاجرين، ثم قال: للأنصار: ﴿ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ ﴾ من المؤمنين ﴿ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ ﴾ يعني قلوبهم ﴿ حَاجَةً مِّمَّآ أُوتُواْ ﴾ يعني مما أعطى إخوانهم المهاجرين من الفىء ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ ﴾ يقول: لا تضيق ﴿ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ﴾ يعني الفاقة فآثروا المهاجرين بالفىء على أنفسهم، ثم قال: ﴿ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ ﴾ يعني ومن يقيه الله حرص نفسه، سعنى الأنصار حين طابت أنفسهم عن الفىء لإخوانهم ﴿ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ﴾ [آية: ٩] فقد ذهب صنفان المهاجرون والأنصار وبقي صنف واحد، وهم التابعون الذين دخلوا في الإسلام إلى يوم القيامة.


الصفحة التالية
Icon