وأنزل في دس المنافقين إلى اليهود أنا معكم في النصر والخروج، فقال: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ ﴾ نزلت في عبدالله بن نتيل، وعبدالله بن أبى رافع بن يزيد، كلهم من الأنصار ﴿ يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ ﴾ من اليهود منهم حيى بن أخطب، وجدى، وأبو ياسر، ومالك بن الضيف، وأهل قريظة ﴿ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ ﴾ لئن أخرجتكم محمد من المدينة كما أخرج أهل النضير ﴿ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلاَ نُطِيعُ فيكُمْ أَحَداً ﴾ يقول لا نطيع في خذلانكم أحداً ﴿ أَبَداً ﴾ يعني بأحد النبي صلى الله عليه وسلم وحده ﴿ وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ ﴾ يعني لنقاتلن معكم. فكذبهم الله تعالى، فقال: ﴿ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لَئِنْ أُخْرِجُواْ ﴾ كم أخرج أهل النضير من المدينة ﴿ لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُواْ ﴾ يعني لئن قاتلهم المسلمون ﴿ لاَ يَنصُرُونَهُمْ ﴾ يعني لا يعاونوهم يقول الله تعالى: ﴿ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ ﴾ يعني ولئن عاونوهم ﴿ لَيُوَلُّنَّ ٱلأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ ﴾ [آية: ١٢] فغرهم المنافقون فلزموا الحصن، حتى قتلوا وأسروا، فنزلوا على حكم سعد بن معاذ، فحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم، فقتل منهم أربع مائة وخمسين رجلاً، فذلك قوله من الأحزاب:﴿ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ ﴾يعني المقاتلة الأربع مائة وخمسين﴿ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً ﴾[الأحزاب: ٢٦]، يعني السبع مائة.


الصفحة التالية
Icon