قوله: ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُونُوۤاْ أَنصَارَ ٱللَّهِ ﴾ يعني صيروا أنصاراً لله، يقول: من قاتل في سبيل الله، يريد بقتاله أن تعلو كلمة الله، وهي لا إله إلا الله، وأن يعبد الله لا يشرك به شيئاً، فقد نصر الله تعالى، يقول: انصروا محمداً صلى الله عليه سلم كما نصر الحواريون عيسى ابن مريم، عليه السلام، وكانوا أقل منكم، وذلك أن عيسى، عليه السلام، مر بهم وهم ببيت المقدس، وهم يقصرون الثياب، والحواريون بالنبطية مبيضو الثياب، فدعاهم إلى الله، فأجابوه، فذلك قوله: ﴿ كَمَا قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنَّصَارِيۤ إِلَى ٱللَّهِ ﴾ يقول: مع الله، يقول: من يمنعنى من الله ﴿ قَالَ ٱلْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ ٱللَّهِ ﴾ وهم الذين أجابوا عيسى، عليه السلام.﴿ فَآمَنَت طَّآئِفَةٌ مِّن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ﴾ بعيسى، عليه السلام.
﴿ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٌ ﴾ ثم انقطع الكلام ﴿ فَأَيَّدْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾ يقول: قوينا الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ﴿ عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُواْ ظَاهِرِينَ ﴾ [آية: ١٤] بمحمد صلى الله عليه وسلم على أهل الأديان. قوله:﴿ فَلَمَّا جَاءَهُم ﴾عيسى﴿ بِٱلْبَيِّنَاتِ ﴾[الصف: ٦] يعني ما كان يخلق من الطين، ويبرى الأكمه والأبرص، ويحيي الموتى، قالت اليهود: هذا الذي يصنع عيسى سحر مبين، يعني بيَّن.