﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ﴾ يعني عبدالله بن أبى، وكان رجلاً جسيماً صبيحاً ذلق اللسان، فإذا قال: سمع النبى صلى الله عليه وسلم لقوله: ﴿ وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ﴾ فيها تقديم يقول: كأن أجسامهم خشب بعضها على بعض قياماً، لا نسمع، ولا نعقل، لأنها خشب ليست فيها أرواح، فكذلك المنافقون لا يسمعون الإيمان ولا يعقلون، ليس في أجوافهم إيمان فشبه أجسامهم بالخشب ﴿ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ ﴾ أنها ﴿ عَلَيْهِمْ ﴾ يقول: إذا نادى مناد في العسكر أو أفلتت دابة، أو أنشدت ضالة يعني طلبت، ظنوا أنما يرادون بذلك مما في قلوبهم من الرعب. ثم قال: ﴿ هُمُ ٱلْعَدُوُّ فَٱحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ ٱللَّهُ ﴾ يعني لعنهم الله ﴿ أَنَّى ﴾ يعني من أين ﴿ يُؤْفَكُونَ ﴾ [آية: ٤] يعني يكذبون.