﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ ﴾ نزلت في الأشجع ﴿ إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ ﴾ يعني إذا أمروكم بالإثم، وذلك أن الرجل كان إذا أراد الهجرة، قال له أهله وولده: ننشدك الله أن لا تذهب وتدع أهلك وولدك، ومالك، نضيع بعدك، ونصير عيالاً بالمدينة، لا معاش لنا فيثبطونه، فمنهم من يقيم، ومنهم من يهاجر، ولا يطيع أهله، فيقول: تثبطونا عن الهجرة، لئن جمعنا الله وإياكم لنعاقبنكم، ولا نصلكم، ولا تصيبون منا خيراً. يقول الله: ﴿ فَٱحْذَرُوهُمْ ﴾ أن تطيعوهم في ترك الهجرة، ثم أمرهم بالعفو والصفح والتجاوز، فقال: ﴿ وَإِن تَعْفُواْ ﴾ عنهم يعني وإن تتركوهم، وتعرضوا، وتتجاوزا عنهم ﴿ وَتَصْفَحُواْ وَتَغْفِرُواْ ﴾ خير لكم ﴿ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ ﴾ لذنوب المؤمنين ﴿ رَّحِيمٌ ﴾ [آية: ١٤] بخلقه، ثم وعظهم.


الصفحة التالية
Icon