﴿ وَلَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ﴾ يعني قبل كفار مكة من الأمم الخالية رسلهم فعذبناهم ﴿ فَكَيْفَ كَانَ نكِيرِ ﴾ [آية: ١٨] يعني تغييري وإنكاري ألم يجدوا العذاب حقاً، يخوف كفار مكة، ثم وعظهم ليعتبروا في صنع الله فيوحدونه، فقال: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى ٱلطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ ﴾ يعني الأجنحة ﴿ وَيَقْبِضْنَ ﴾ الأجنحة حين يردن أن يعن ﴿ مَا يُمْسِكُهُنَّ ﴾ عند القبض والبسط ﴿ إِلاَّ ٱلرَّحْمَـٰنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ ﴾ من خلقه ﴿ بَصِيرٌ ﴾ [آية: ١٩].
ثم خوفهم، فقال: ﴿ أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي هُوَ جُندٌ ﴾ يعني حزب ﴿ لَّكُمْ ﴾ يا أهل مكة، يعني فهابوه ﴿ يَنصُرُكُمْ ﴾ يقول: يمنعكم ﴿ مِّن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ﴾ إذا نزل بكم العذاب ﴿ إِنِ ﴾ يعني ما ﴿ ٱلْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ ﴾ [آية: ٢٠] يقول: في باطل، الذي ليس بشىء، ثم قال يخوفهم ليعبروا: ﴿ أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي يَرْزُقُكُمْ ﴾ من المطر من الآلهة غيري ﴿ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ ﴾ عنكم فهاتوا المطر يقول الله تعالى: أنا الرزاق، قال: ﴿ بَل لَّجُّواْ فِي عُتُوٍّ ﴾ يعني تمادوا في الكفر ﴿ وَنُفُورٍ ﴾ [آية: ٢١] يعني تباعد من الإيمان قوله: ﴿ أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَىٰ وَجْهِهِ ﴾ يعني الكافر يمشي ضالاً في الكفر أعمى القلب، يعني أبا جهل بن هشام.
﴿ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً ﴾ يعني النبي صلى الله عليه سلم مؤمناً مهتدياً، نقي القلب ﴿ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ [آية: ٢٢] يعني طريق الإسلام.


الصفحة التالية
Icon