قوله: ﴿ أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً ﴾ يعني خراجاً على الإيمان ﴿ فَهُمْ مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ ﴾ [آية: ٤٦] يقول: أثقلهم الغرم فلا يستطيعون الإكثار من أجل الغرم ﴿ أَمْ عِندَهُمُ ﴾ يقول: أعندهم علم ﴿ ٱلْغَيْبُ ﴾ بأن الله لا يبعثهم وأن الذى يقول محمد غير كائن، أم عندهم بذلك كتاب ﴿ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ﴾ [آية: ٤٧] ما شاءوا، ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم ﴿ فَٱصْبِرْ ﴾ على الأذى ﴿ لِحُكْمِ رَبِّكَ ﴾ يعني لقضاء ربك الذى هو آت عليك ﴿ وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ ٱلْحُوتِ ﴾ يعني يونس بن متى من أهل نينوى، عليه السلام، يقول لا تضجر كما ضجر يونس بن فإنه لم يصبر، يقول: لا تعجل كما عجل يونس، ولا تغاضب كما غاضب يونس بن متى فتعاقب كما عوقب يونس ﴿ إِذْ نَادَىٰ ﴾ ربه في بطن الحوت وكان نداؤه في سورة الأنبياء:﴿ لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ ﴾[الآية: ٨٧].
ثم قال: ﴿ وَهُوَ مَكْظُومٌ ﴾ [آية: ٤٨] يعني مكروب في بطن الحوت يعني السمكة ﴿ لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ ﴾ [آية: ٤٩] ولكن تداركه نعمة يعني رحمة من ربه فنبذناه بالعراء وهو سقيم والعراء البراز يعني لألقى بالبراز وهو مذموم.