﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ ﴾ يقول: يعطيه ملكه الذي كان يكتب عمله في الدنيا نزلت هذه الآية في الاسود المخزومي قتله حمزة بن عبدالمطلب على الحوض ببدر ﴿ فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي ﴾ فيتمنى في الآخرة ﴿ لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ ﴾ [آية: ٢٥] ﴿ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ ﴾ [آية: ٢٦] ﴿ يٰلَيْتَهَا كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ ﴾ [آية: ٢٧] فيتمنى الموت ﴿ مَآ أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ﴾ [آية: ٢٨] من النار ﴿ هَّلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ﴾ [آية: ٢٩] يقول: ضلت عني يومئد حجتي شهدت عليه الجوارح بالشرك، يقول الله لخزنة جهنم ﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ﴾ [آية: ٣٠] يعني غلوا يديه إلى عنقه ﴿ ثُمَّ ٱلْجَحِيمَ صَلُّوهُ ﴾ [آية: ٣١] يعني الباب السادس من جهنم فصلوه ﴿ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً ﴾ بالذراع الأول ﴿ فَاسْلُكُوهُ ﴾ [آية: ٣٢] فأدخلوه فيه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:" كل ذراع منها بذراع الرجل الطويل من الخلق الأول، ولو أن حلقة منها وضعت على ذروة جبل لذاب كما يذوب الرصاص فكيف بابن آدم وهي عليك وحدك "قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ ﴾ يعني لا يصدق الله ﴿ ٱلْعَظِيمِ ﴾ [آية: ٣٣] بأنه واحد لا شريك له ﴿ وَلاَ يَحُضُّ ﴾ نفسه ﴿ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ ﴾ [آية: ٣٤] يقول: كان لا يطعم المسكين في الدنيا، وفى قوله: في قولة: ابن مسعود ﴿ فَلَيْسَ لَهُ ٱلْيَوْمَ ﴾ في الآخرة ﴿ هَا هُنَا حَمِيمٌ ﴾ [آية: ٣٥] يعني قريب يشفع له ﴿ وَلاَ ﴾ وليس له ﴿ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ ﴾ [آية: ٣٦] يعني الذي يسيل من القيح والدم من أهل النار، يعني فليس له شراب إلا من حميم من عين من أصل الجحيم ﴿ لاَّ يَأْكُلُهُ إِلاَّ ٱلْخَاطِئُونَ ﴾ [آية: ٣٧] يعني المجرمين.


الصفحة التالية
Icon