قوله: ﴿ إِنَّآ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ ﴾ ونوح بالسريانية الساكن الذي سكنت إليه الأرض، وهو نوح بن لمك صلى الله عليه وسلم ﴿ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ ﴾ العذاب ﴿ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [آية: ١] يعني وجيعاً في الدنيا وهو الغرق فـ ﴿ قَالَ يٰقَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ ﴾ من العذاب ﴿ مُّبِينٌ ﴾ [آية: ٢] يعني بين ﴿ أَنِ ٱعبُدُواْ ٱللَّهَ ﴾ يقول: أن وحدوا الله ﴿ وَٱتَّقُوهُ ﴾ أن تشركوا به شيئاً ﴿ وَأَطِيعُونِ ﴾ [آية: ٣] فما آمركم به من النصيحة بأنه ليس له شريك، فإذا فعلتم ﴿ يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ ﴾ والمن ها هنا صلة، يقول: يغفر لكم ذنوبكم ﴿ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ﴾ يعني إلى منتهى آجالكم فلا يعاقبكم بالسنين ولا بغيره ﴿ إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ ﴾ في العذاب في الدنيا وهو الغرق ﴿ إِذَا جَآءَ لاَ يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [آية: ٤] ولكنكم لا تعلمون.