﴿ وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً ﴾ [آية: ٢٦] يعني أحداً، وذلك أن الله تبارك وتعالى﴿ وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ ﴾صلى الله عليه وسلم﴿ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ ﴾[هود: ٣٦] وذلك أن الله تعالى كان أخرج كل مؤمن من أصلابهم وأرحام نسائهم، فلما أخبر بذلك دعا عليهم، قال: ﴿ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ ﴾ على الحال التى أخبرت عنهم، أنه لن يؤمن منهم إلا من قد آمن ﴿ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوۤاْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً ﴾ [آية: ٢٧] وكان الرجل منهم ينطلق بولده إلى نوح، عليه السلام، فيقول لولده: احذر هذا فإنه كذاب وإن والدى قد حذرنيه فيموت الكبير على الكفر وينشأ الصغير على وصية أبيه، فذلك قوله: ﴿ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوۤاْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً ﴾ فعم الدعاء بعد دعائه على الكفار، فقال: ﴿ رَّبِّ ٱغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ ﴾ وكانا مسلمين وكان اسم أبيه لمك بن متوشلخ، واسم أمه هيجل بنت لا موش بن متشلوخ ﴿ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَلاَ تَزِدِ ٱلظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً ﴾ [آية: ٢٨] يعني العذاب مثل قوله:﴿ وَكُلاًّ تَبَّرْنَا تَتْبِيراً ﴾[الفرقان: ٣٩] يعني دمرنا تدميراً فأغرقهم الله تعالى وحمل معه في السفينة ثمانين نفساً أربعين رجلاً وأربعين امرأة، وفيهم ثلاثة أولاد لنوح منهم سام، وحام، ويافث، فولد سام العرب، وأهل السود، وأهل فارس، وأهل الأهواز، وأهل الحيرة، وأهل الموصل، وأهل العال، وولد حام السودان كلها، والقبط والأندلس، وبربر، والسند، والهند، وولد يافث الترك، والروم، ويأجوج ومأمجوج، والصين وأهل خراسان إلى حلوان. وأما أسماء الآلهة فأما ود، فلكلب بدومة الجندل، وأما سواع: فلهذيل بساحل البحر، وأما يغوث: فلبنى عطيف وهم حى من مراد، وأما يعوق: فلهمذان، وأما نسر: فلحمير لذى كلاع من حمير، فكانت هذه الآلهة يعبدها قوم نوح حتى عبدتها العرب بعد ذلك، وأما اللات: فلثقيف، وأما العزى: فلسليم وغطفان وغشم ونصر بن معوبة وسعد بن بكر، وأما مناة: فكانت لقديد منزل بين مكة والمدينة، وأما يساف ونائلة وهبل: فلأهل مكة، فكان يساف حيال الحجر الأسود، ونائلة حيال الركن اليماني، وهيل في جوف الكعبة وكان طوله ثمانية عشر ذراعاً.


الصفحة التالية
Icon