﴿ يَهْدِيۤ إِلَى ٱلرُّشْدِ ﴾ يقول: يدعو إلى الهدى ﴿ فَآمَنَّا بِهِ ﴾ يعني بالقرآن أنه من الله تعالى ﴿ وَلَن نُّشرِكَ بِـ ﴾ عبادة ﴿ بِرَبِّنَآ أَحَداً ﴾ [آية: ٢] من خلقه ﴿ وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا ﴾ ارتفع ذكره وعظمته ﴿ مَا ٱتَّخَذَ صَاحِبَةً ﴾ يعني امرأة ﴿ وَلاَ وَلَداً ﴾ [آية: ٣] ﴿ وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا ﴾ يعني جاهلنا يعني كفارهم ﴿ عَلَى ٱللَّهِ شَطَطاً ﴾ [آية: ٤] يعني جوراً بأن مع إله شريكاً، كقوله عز وجل في ص:﴿ وَلاَ تُشْطِطْ وَٱهْدِنَآ ﴾[الآية: ٢٢] يقول: لا تجر في الحكم ﴿ وَأَنَّا ظَنَنَّآ ﴾ يعني حسبنا ﴿ أَن لَّن تَقُولَ ٱلإِنسُ وَٱلْجِنُّ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً ﴾ [آية: ٥] بأن معه شريكاً ﴿ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ ٱلإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ ٱلْجِنِّ ﴾ من دون الله عزوجل، فأول من تعوذ بالجن قوم من أهل اليمن من بني حنفية، ثم فشا ذلك في سائر العرب، وذلك أن الرجل كان يسافر في الجاهلية فإذا أدركه المساء في الأرض القفر قال: أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه فيبيت آمنا في جوارهم حتى يصبح، يقول: ﴿ فَزَادوهُمْ رَهَقاً ﴾ [آية: ٦] يقول: إن أفنس زادت الجن رهقاً يعني غياً لتعوذهم بهم، فزادوا الجن فخراً في قومهم ﴿ وَأَنَّهُمْ ظَنُّواْ كَمَا ظَنَنتُمْ ﴾ يعني حسب كفار الإنس الذين تعوذوا برجال من الجن في الجاهلية كما حسبتم يا معشر كفار الجن ﴿ أَن لَّن يَبْعَثَ ٱللَّهُ أَحَداً ﴾ [آية: ٧] يعني رسولا بعد عيسى بن مريم.