﴿ فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلْكُبْرَىٰ ﴾ [آية: ٣٤] يعني العظمى، وهي النفخة الآخرة من بيت المقدس، فتلك الطامة الكبرى، وهي يوم القيامة. قال الهذيل: أغطش ليلها وأخرج ضحاها إنما صارت مؤنثة لأن ظلمة الليل والشمسفي السماء مؤنثة، قال: وقال شاهر همذان يوم اليرموك: أقدم أبادهم على الاساوره ولا تغرنك أكف بادرهوإنما قصرك ترب الساهره ثم ترد بعدهافي الحافرهمن بعد ما كنت عظاماً ناخره قال: وفى قوله:﴿ وَٱلسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ ﴾يعنيفي الخلق الأولى من غير أب،﴿ وَيَوْمَ أَمُوتُ ﴾من ضغطة القبر،﴿ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً ﴾[مريم: ٣٣] بالحجة على من قال إني رب. ثم نعت الطامة فقال: ﴿ يَوْمَ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ مَا سَعَىٰ ﴾ [آية: ٣٥] يعني يتذكر ما عملفي الدنيا من شر، يجزى بهفي ذلك اليوم ﴿ وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ ﴾ [آية: ٣٦] لأن الخلق يومئذ يبصرونها فمن كان منها أعمىفي الدنيا؟ فهو يومئذ يبصر، قال: ﴿ فَأَمَّا مَن طَغَىٰ ﴾ [آية: ٣٧] ﴿ وَآثَرَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا ﴾ [آية: ٣٨] نزلت هذه الآيةفي النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة، وفى حبيب بن عبدياليل، وأمية بن خلف الجمحي، وعتبة، وعتيبة ابني أبي لهب، فهؤلاء كفار ومنهم مصعب، وأبو الدوم ابنا عمير، وذلك أنهم وجدوا جزوراًفي البرية ضلت من الأعراب فنحروها وجعلوا يقتسمونها بينهم فأصاب مصعب، وأبو الدوم سهمين، ثم إن مصعب ذكر مقامه بين يدي رب العالمين، فخاف أن يحاسبه الله تعالى يوم القيامة، فقال: إن سهمي وسهم أخي هو لكم، فقال له عند ذلك أمية بن خلف: وليم؟ قال: إني أخاف أن يحاسبنى الله به، فقال له أمية بن خلف: هاته وأنا أحمل عنك هذا الوزر عند ألهتك في الآخرة وفشت تلك المقالةفي قريشفي أمر مصعب فأنزل الله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَن طَغَىٰ ﴾ الثابت على الشرك، وآثر الحياة الدنيا على الآخرة، ولم يخف الله ولا حسابه فأكل الحرام ﴿ فَإِنَّ ٱلْجَحِيمَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ ﴾ [آية: ٣٩] ثم ذكر مصعب، قتل يوم أحد، وأبا الدوم ابني عمير بن هشام بن عبد مناف بن عبدالدار بن قصي، فقال: ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ ﴾ يقول: مقام ذلك اليوم بين يدي ربه ﴿ وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ ﴾ [آية: ٤٠] يقول: قدر على معصيته فانتهى عنها مخافة حساب ذلك اليوم ﴿ فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ ﴾ [آية: ٤١] نظيرهافي النجم.