﴿ فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ ﴾ [آية: ٣٣] يعني الصيحة صاخت أسماع الخلق بالصيحة من الصائح يسمعها الخلق، ثم عظم الرب عز وجل، ذلك فقال: ﴿ يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ﴾ [آية: ٣٤] يعني لا يلتفت إليه ﴿ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ﴾ [آية: ٣٥].
﴿ وَصَاحِبَتِهُ ﴾ يعني وامرأته ﴿ وَبَنِيهِ ﴾ [آية: ٣٦] ﴿ لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾ [آية: ٣٧] يعني إذا وكل بكل إنسان ما يشغله، عن هؤلاء الأقرباء ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ﴾ [آية: ٣٨] يعني فرحة بهجة، ثم نعتها فقال: ﴿ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ ﴾ [آية: ٣٩] لما أعطيت من الخير والكرامة، قال: ﴿ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ ﴾ [آية: ٤٠] يعني السواد كقوله:﴿ سَنَسِمُهُ ﴾بالسواد﴿ عَلَى ٱلْخُرْطُومِ ﴾[القلم: ١٦] ﴿ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ﴾ [آية: ٤١] يعني يغشاها الكسوف وهى الظلمة، ثم أخبر الله عز وجل عنهم فقال: ﴿ أُوْلَـٰئِكَ ﴾ الذين كتب الله هذا لهم الشر في الآخرة ﴿ هُمُ ٱلْكَفَرَةُ ﴾ يعني الجحدة والظلمة وهم ﴿ ٱلْفَجَرَةُ ﴾ [آية: ٤٢] يعني الكذبة. قال النبي صلى الله عليه وسلم:" نزل القرآن في ليلة القدر جميعاً كله من اللوح المحفوظ إلى السفرة من الملائكة في السماء الدنيا، ثم أخبر به جبريل صلى الله عليه وسلم في عشرين شهراً، ثم أخبر به جبريل النبي صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة ".