ثم رجع إلى قسمة الذي كان أقسم في أول السورة، فقال: ﴿ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ﴾ [آية: ١٢] يقول: إن عذاب ربك لشديد يقول: إذا غضب بطش، وإذا بطش أهلك، ثم عظم الرب عز وجل نفسه، فقال: ﴿ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِىءُ وَيُعِيدُ ﴾ [آية: ١٣] يقول: بدأ خلق النفس من نطفة ميتة ويحيه، ثم قال: ﴿ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ﴾ للذنوب الكبائر لمن تاب منها ﴿ ٱلْوَدُودُ ﴾ [آية: ١٤] يقول: الشكور للعمل الصالح القليل إذا رضوه، يقول: اشكر العمل اليسير حتى أضاعفه للواحد عشرة فصاعداً، ثم عظم الرب تبارك وتعالى، نفسه فقال: ﴿ ذُو ٱلْعَرْشِ ﴾ فإنه ما خلق الله عز وجل خلقاً أعظم من العرش لأن السموات والأرض قد غابتا تحت العرش كالحلقة في الأرض الفلاة. ثم قال: ﴿ ٱلْمَجِيدُ ﴾ [آية: ١٥] الجواد الكريم ﴿ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴾ [آية: ١٦] يقول: ليس يريد شيئاً إلا فعله، يقول: إن العبد يفرق من سيده أن يفعل ما يشاء، والسيد يفرق من أميره الذي هو عليه، والإمير يفرق من الملك، والملك يفرق من الله عز وجل، والله عز وجل لا يفرق من أحد أن يفعل، فذلك قوله تعالى: ﴿ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴾.