﴿ قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلْكَافِرُونَ ﴾ [آية: ١] نزلتفي المستهزئين من قريش، وذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم قرأ بمكة﴿ وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴾[النجم: ١]، فلما قرأ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ ٱللاَّتَ وَٱلْعُزَّىٰ وَمَنَاةَ ٱلثَّالِثَةَ ٱلأُخْرَىٰ ﴾[النجم: ١٩، ٢٠]، ألقى الشيطان على لسانه، في وسنه، فقال: تلك الغرانيق العلا، عندها الشافعة ترتجى، فقال أبو جهل بن هشام، وشيبة وعتبة ابنا ربيعة، وأمية بن خلف، والعاص بن وائل، والمستهزءون من قريش عشيافي دبر الكعبة لا تفارقنا يا محمد إلا على أحد الأمرين ندخل معكفي بعض دينك ونعبد إلهك، وتدخل معنافي بعض ديننا وتعبد آلهتنا، أو تتبرأ من آلهتنا ونتبرأ من إلهك، فأنزل الله عز وجل، فيهم تلك الساعة ﴿ قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلْكَافِرُونَ ﴾ إلى آخر السورة، فأتاهم النبى صلى الله عليه وسلم بعد، فقال: ﴿ قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلْكَافِرُونَ ﴾، قالوا: مالك يا محمد؟ قال: ﴿ لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴾ [آية: ٢] لا أعبد آلهتكم التي تعبدون اليوم ﴿ وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ ﴾ إلهي الذي أعبده اليوم ﴿ مَآ أَعْبُدُ ﴾ [آية: ٣].
ثم قال: ﴿ وَلاَ أَنَآ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ ﴾ [آية: ٤] فيما بعد اليوم ﴿ وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ ﴾ [آية: ٥] فيما بعد اليوم ﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ ﴾ الذي أنتم عليه ﴿ وَلِيَ دِينِ ﴾ [آية: ٦] الذي أنا عليه، ثم انصرف عنهم، فقال بعضهم: تبرأها منكم فشتموه وآذوه، ثم نسختها آية السيففي براءة:﴿ فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ ﴾[التوبة: ٥].


الصفحة التالية
Icon