﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَسْتَحْى أَن يَضْرِبَ مَثَلاً ﴾، وذلك أن الله عز وجل ذكر العنكبوت والذباب فى القرآن، فضحكت اليهود، وقالت: ما يشبه هذا من الأمثال، فقال سبحانه: ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَسْتَحْى أَن يَضْرِبَ مَثَلاً ﴾، يعنى أن الله عز وجل لا يمنعه الحياء أن يصف للخلق مثلاً.
﴿ مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾، يعنى يصدقون بالقرآن.
﴿ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ ﴾، أى هذا المثل هو ﴿ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ بالقرآن، يعنى اليهود.
﴿ فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَـٰذَا ﴾ الذى ذكر ﴿ مَثَلاً ﴾، إنما يقوله محمد من تلقاء نفسه وليس من الله، فأنزل الله عز وجل: ﴿ يُضِلُّ بِهِ ﴾، أى يضل الله بهذا المثل ﴿ كَثِيراً ﴾ من الناس، يعنى اليهود.
﴿ وَيَهْدِي بِهِ ﴾، أى بهذا المثل ﴿ كَثِيراً ﴾ من الناس، يعنى المؤمنين.
﴿ وَمَا يُضِلُّ بِهِ ﴾، أى بهذا المثل ﴿ إِلاَّ ٱلْفَاسِقِينَ ﴾ [آية: ٢٦]، يعنى اليهود. ثم أخبر فقال سبحانه: ﴿ ٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ ﴾، فنقضوا العهد الأول، ونقضوا ما أخذ عليهم فى التوراة أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئاً، وأن يؤمنوا بالنبى صلى الله عليه وسلم، وكفروا بعيسى وبمحمد، عليهما السلام، وآمنوا ببعض الأنبياء وكفروا ببعض.
﴿ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي ٱلأرْضِ ﴾، يعنى ويعملون فيها بالمعاصى.
﴿ أُولَـۤئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ ﴾ [آية: ٢٧] فى العقوبة، يعنى اليهود، ونظيرها فى الرعد: ﴿ ٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ ﴾ من إيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم،﴿ وَيُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوۤءُ ٱلدَّارِ ﴾[الرعد: ٢٥].


الصفحة التالية
Icon