ثم قال عز وجل: ﴿ أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ﴾ فعلوا ذلك ﴿ حَبِطَتْ ﴾، يعنى بطلت ﴿ أَعْمَالُهُمْ ﴾، فلا ثواب لهم.
﴿ فِي ٱلدُّنْيَا وَ ﴾ لا فى ﴿ وَٱلآخِرَةِ ﴾؛ لأن أعمالهم كانت فى غير طاعة الله عز وجل.
﴿ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ ﴾ [آية: ٢٢]، يعنى من مانعين يمنعونهم من النار.
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَابِ ﴾، يعنى أعطوا حظاً من التوراة، يعنى اليهود: كعب بن الأشرف، وكعب بن أسيد، ومالك بن الضيف، ويحيى بن عمرو، ونعمان بن أوفى، وأبو ياسر بن أخطب، وأبو نافع بن قيس، وذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لهم:" أسلموا تهتدوا، ولا تكفروا "، فقالوا للنبى صلى الله عليه وسلم: نحن أهدى واحق بالهدى منكم، ما أرسل الله نبياً بعد موسى فقال النبي صلى الله عليه وسلم " لم تكذبون وأنتم تعلمون أن الذى أقول حق، فأخرجوا التوراة نتبع نحن وأنتم ما فيها، وهى بينكم، فإنى مكتوب فيها أنى نبى ورسول "، فأبوا ذلك، فأنزل الله عز وجل فيهم: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَابِ ﴾ ﴿ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ ٱللَّهِ ﴾، يعنى التوراة.
﴿ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ﴾، يعنى ليقضى بينهم.
﴿ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ ﴾، يعنى يأبى ﴿ فَرِيقٌ ﴾، يعنى طائفة ﴿ مِّنْهُمْ وَهُمْ مُّعْرِضُونَ ﴾ [آية: ٢٣].