فقال سبحانه: ﴿ لَيْسُواْ سَوَآءً مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ ﴾، وذلك أن اليهود قالوا لابن سلام وأصحابه: لقد خسرتم حين استبدلتم بدينكم ديناً غيره، وقد عاهدتم الله بعهد ألا تدينوا إلا بدينكم، فقال الله عز وجل: ﴿ لَيْسُواْ سَوَآءً ﴾، يقول: ليس كفار اليهود والذين فى الضلالة بمنزلة ابن سلام وأصحابه الذين هم على دين الله، منهم ﴿ أُمَّةٌ ﴾ عصابة ﴿ قَآئِمَةٌ ﴾ بالحق على دين الله عادلة.
﴿ يَتْلُونَ آيَاتِ ٱللَّهِ ﴾، يعنى يقرءون كلام الله ﴿ آنَآءَ ٱللَّيْلِ ﴾، يعنى ساعات الليل.
﴿ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ﴾ [آية: ١١٣]، يعنى يصلون بالليل.﴿ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ ﴾، يعنى يصدقون بتوحيد الله والبعث الذى فيه جزاء الأعمال.
﴿ وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ ﴾، يعنى إيماناً بمحمد صلى الله عليه وسلم.
﴿ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ ﴾، يعنى عن تكذيب بمحمد صلى الله عليه وسلم.
﴿ وَيُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ ﴾، يعنى شرائع الإسلام.
﴿ وَأُوْلَـٰئِكَ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ ﴾ [آية: ١١٤].
﴿ وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَروهُ ﴾، فلن يضل عنهم، بل يشكر ذلك لهم.
﴿ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلْمُتَّقِينَ ﴾ [آية: ١١٥]، يعنى ابن سلام وأصحابه.