﴿ وَآتُواْ ٱلْيَتَامَىٰ ﴾، يعنى الأوصياء، يعنى أعطوا اليتامى ﴿ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ ٱلْخَبِيثَ بِٱلطَّيِّبِ ﴾، يقول: ولا تتبدلوا الحرام من أموال اليتامى بالحلال من أموالكم، ولا تذرو الحلال وتأكلوا الحرام.
﴿ وَلاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ ﴾، يعنى مع أموالكم، كقوله سبحانه:﴿ فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ ﴾[الشعراء: ١٣]، يعنى معى هارون.
﴿ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً ﴾ [آية: ٢]، يعنى إثماً كبيراً بلغة الحبش، وقد كان أهل الجاهلية يسمون الحوب الإثم،" نزلت فى رجل من غطفان، يقال له: المنذر بن رفاعة، كان معه مال كبير ليتيم، وهو ابن أخيه، فلما بلغ طلب ماله فمنعه، فخاصمه إلى النبى صلى الله عليه وسلم، فأمر أن يرد عليه ماله، وقرأ عليه الآية، فلما سمعها قال: أطعنا الله وأطعنا الرسول، ونعوذ بالله من الحوب الكبير، فدفع إليه ماله، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: " هكذا من يطع ربه عز وجل، ويوق شح نفسه، فإنه يحل داره "، يعنى جنته، فلما قبض الفتى ماله، أنفقه فى سبيل الله، قال النبى صلى الله عليه وسلم: " ثبت الأجر وبقى الوزر "، فقالوا للنبى صلى الله عليه وسلم: قد عرفنا ثبت الأجر، فكيف بقى الورز وهو ينفق فى سبيل الله؟ فقال الأجر للغلام، والوزر على والده. "


الصفحة التالية
Icon