﴿ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ ٱلنِّسَآءَ كَرْهاً ﴾، نزلت فى محصن بن أبى قيس بن الأسلت الأنصارى، من بنى الحارث بن الخزرج، وفى امرأته هند بنت صبرة، وفى الأسود بن خلف الخزاعى، وفى امرأته حبيبة بنت أبى طلحة، وفى منظور بن يسار الفزارى، وفى امرأته ملكة بنت خارجة بن يسار المرى، تزوجوا نساء آبائهم بعد الموت، وكان الرجل من الأنصار إذا مات له حميم، عمد الذى يرث الميت، وألقى على امرأة الميت ثوباً، فيرث تزويجها، رضيت أو كرهت، على مثل مهر الميت، فإن ذهبت المرأة إلى أهلها قبل أن يلقى عليها ثوباً، فهى أحق بنفسها، فأتين النبى صلى الله عليه وسلم، فقلن: يا رسول الله، ما يدخل بنا ولا ينفق علينا ولا نترك أن نتزوج، فأنزل الله عز وجل فى هؤلاء النفر: ﴿ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ ٱلنِّسَآءَ كَرْهاً ﴾، يعنى وهن كارهات، ولكن تزوجوهن برضى منهن، وكان أحدهم يقول: أنا أرثك لأنى ولى زوجك، فأنا أحق بك، ثم انقطع الكلام. ثم قال الله عز وجل: ﴿ وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ ﴾، كان الرجل يفر بامرأته لتفتدى منه، ولا حاجة له فيها، يقول: لا تحبسوهن ﴿ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَآ آتَيْتُمُوهُنَّ ﴾، يقول: ببعض ما أعطيتموهن من المهر، ثم رخص واستثنى.
﴿ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ﴾، يعنى العصيان البين، وهو النشوز، فقد حلت الفدية إذا جاء العصيان من قبل المرأة، ثم قال تبارك وتعالى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ ﴾، يقول: صاحبوهن بإحسان.
﴿ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ ﴾ وأردتم فراقهن.
﴿ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ﴾ [آية: ١٩]، يعنى فى الكره خيراً كثيراً، يقول: عسى الرجل يكره المرأة، فيمسكها على كراهية، فلعل الله عز وجل يرزقه منها ولداً، ويعطفه عليها، وعسى أن يكرهها، فيطلقها فيتزوجها غيره، فيجعل الله للذى يتزوجها فيها خيراً كثيراً، فيزرقه منها لطفاً وولداً.


الصفحة التالية
Icon