ثم قال سبحانه: ﴿ إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ ﴾ من أول هذه السورة إلى هذه الآية.
﴿ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ﴾، يعنى ذنوب ما بين الحدين.
﴿ وَنُدْخِلْكُمْ مُّدْخَلاً كَرِيماً ﴾ [آية: ٣١]، يعنى حسناً، وهى الجنة لما نزلت: ﴿ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ ٱلأُنْثَيَيْنِ ﴾ [النساء: ١١]، قالت النساء: لم هذا؟ نحن أحق أن يكون لنا سهمان ولهم سهم؛ لأنَّا ضعاف الكسب والرجال أقوى على التجارة والطلب والمعيشة منا، فإذا لم يفعل الله ذلك بنا، فإنَّا نرجو أن يكون الوزر على نحو ذلك علينا وعليهم، فأنزل الله فى قولهم: كنا نحن أحوج إلى سهمين، قوله سبحانه: ﴿ وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ﴾، يقول: فضل الرجال على النساء فى الميراث، ونزل فى قولهن: نرجو أن يكون الوزر على نحو ذلك: ﴿ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ ﴾، يعنى حظاً ﴿ مِّمَّا ٱكْتَسَبُواْ ﴾ من الإثم.
﴿ وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٌ ﴾، يعنى حظاً ﴿ مِّمَّا ٱكْتَسَبْنَ ﴾ من الإثم.
﴿ وَٱسْأَلُواْ ٱللَّهَ مِن فَضْلِهِ ﴾، يعنى الرجال والنساء.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ ﴾ من قسمة الميراث ﴿ عَلِيماً ﴾ [آية: ٣٢] به.﴿ وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ ﴾، يعنى العصبة بنى العم والقربى.
﴿ مِمَّا تَرَكَ ٱلْوَالِدَانِ وَٱلأَقْرَبُونَ وَٱلَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾، كان الرجل يرغب فى الرجل، فيحالفه ويعاقده على أن يكون معه وله من ميراثه كبعض ولده، فلما نزلت هذه الآية آية المواريث ولم يذكر أهل العقد، فأنزل الله عز وجل: ﴿ وَٱلَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ ﴿ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ ﴾، يقول: أعطوهم الذى سميتم لهم من الميراث.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ من أعمالكم ﴿ شَهِيداً ﴾ [آية: ٣٣] إن أعطيتم نصيبهم أو لم تعطوهم، فلم يأخذ هذا الرجل شيئاً حتى نزلت:﴿ وَأُوْلُو ٱلأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ ﴾[الأحزاب: ٦]، فنسخت هذه الآية: ﴿ وَٱلَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾.