﴿ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ ﴾، لما نزلت هذه الآية قال النبى صلى الله عليه وسلم:" قد قدم الله عز وجل تحريم الخمر إلينا "، وذلك أن عبد الرحمن بن عوف الزهرى صنع طعاماً، فدعا أبا بكر، وعمرن وعثمان، وعلى، وسعد ابن أبى وقاص، رحمهم الله جميعاً، فأكلوا وسقاهم خمراً، فحضرت صلاة المغرب، فأمهم على بن أبى طالب، رضى الله عنه، فقرأ:﴿ قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلْكَافِرُونَ ﴾[الكافرون: ١]، فقال فى قراءته: نحن عابدون ما عبدتم، فأنزل الله عز وجل فى على بن أبى طالب، رضى الله عنه، وأصحابه: ﴿ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ ﴾ ﴿ حَتَّىٰ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ ﴾ فى صلاتكم، فتركوا شربها إلا من بعد صلاة الفجر إلى الضحى الأكبر، فيصلون الأولى وهم أصحياء. ثم إن رجلاً من الأنصار يسمى عتبان بن مالك دعا سعد بن أبى وقاص إلى رأس بعير مشوى، فأكلا ثم شربا فسكرا، فغضب الأنصارى، فرفع لحى البعير فكسر أنف سعد، فأنزل الله عز وجل تحريم الخمر فى المائدة بعد غزوة الأحزاب، ثم قال سبحانه: ﴿ لاَ تَقْرَبُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ ﴾ ﴿ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُواْ ﴾، ثم استثنى المسافر الذى لا يجد الماء، فقال سبحانه: ﴿ إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ ﴾.
﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ ﴾، نزلت فى عبدالرحمن بن عوف، أصابته جنابة وهو جريح، فشق عليه الغسل، وخاف منه شراً، أو يكون به قرح أو جدرى، فهو بهذه المنزلة، فذاك قوله سبحانه: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ مَّرْضَىٰ ﴾ يعنى به جرحاً فوجدتم الماء، فعليكم التيمم. وإن كنتم على سفر وأنتم أصحاء، نزلت فى عائشة أم المؤمنين، رضى الله عنها.
﴿ أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مِّنْكُمْ مِّن ٱلْغَآئِطِ ﴾، يعنى الخلاء.
﴿ أَوْ لاَمَسْتُمُ ٱلنِّسَآءَ ﴾، يعنى جامعتم.
﴿ فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمَّمُواْ ﴾، يقول: الصحيح الذى لا يجد الماء، والمريض الذى يجد الماء يتيمموا ﴿ صَعِيداً طَيِّباً ﴾، يعنى حلالاً طيِّبا.
﴿ فَٱمْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ ﴾ إلى الكرسوع.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوّاً ﴾ عنكم ﴿ غَفُوراً ﴾ [آية: ٤٣] لما كان منكم قبل النهى عن السكر والصلاة والتيمم بغير وضوء، وقد نزلت آية التيمم فى أمر عائشة، رضى الله عنها، بين الصلاتين.