﴿ أَلَمْ تَرَ ﴾، يعنى ألم تنظر ﴿ إِلَى ﴾، يعنى فعل ﴿ ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ ﴾، يعنى اليهود، منهم بحرى بن عمرو، ومرحب بن زيد، دخلوا بأولادهم إلى النبى صلى الله عليه وسلم، فقالوا: أهل لهؤلاء ذنوب؟ فقال النبى صلى الله عليه وسلم: " لا "، فقالوا: والذى تحلف به ما نحن إلا كهيئتهم، نحن أبناء الله وأحباؤه، وما من ذنب نعمله بالنهار إلا غفر لنا بالليل، وما من ذنب نعمله بالليل إلا غفر لنا بالنهار، فزكوا أنفسهم، يقول الله عز وجل: ﴿ بَلِ ٱللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ ﴾، يعنى يصلح من يشاء من عباده.
﴿ وَلاَ يُظْلَمُونَ ﴾، يعنى ولا ينقصون من أعمالهم ﴿ فَتِيلاً ﴾ [آية: ٤٩]، يعنى الأبيض الذى يكون فى شق النواة من الفتيل. يقول الله عز وجل: يا محمد.
﴿ انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ ﴾، لقولهم: نحن أبناء الله وأحباؤه.
﴿ وَكَفَىٰ بِهِ ﴾، يعنى بما قالوا.
﴿ إِثْماً مُّبِيناً ﴾ [آية: ٥٠]، يعنى بيناً.
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَابِ ﴾، وذلك أن كعب بن الأشرف اليهودى، وكان عربياً من طيئ، وحيى بن أخطب، انطلقا فى ثلاثين من اليهود إلى مكة بعد قتال أُحُد، فقال أبو سفيان بن حرب: إن أحب الناس إلينا من يعيننا على قتال هذا الرجل، حتى نفنى أو يفنوا، فنزل كعب على أبى سفيان، فأحسن مثواه، ونزلت اليهود فى دور قريش، فقال كعب لأبى سفيان: ليجئ منكم ثلاثون رجلاً، ومنا ثلاثون رجلاً، فنلصق أكبادنا بالكعبة، فنعاهد رب هذا البيت، لنجتهدن على قتال محمد، ففعلوا ذلك. قال أبو سفيان لكعب بن الأشرف: أنت امرؤ من أهل الكتاب تقرأ الكتاب، فنحن أهدى أم ما عليه محمد؟ فقال: إلى ما يدعوكم محمد؟ قال: إلى أن نعبد الله ولا نشرك به شيئاً، قال: فأخبرونى ما أمركم؟ وهو يعلم ما أمرهم، قالوا: ننحر الكوماء، ونقرى الضيف، ونفك العانى، يعنى الأسير، ونسقى الحجيج الماء، ونعمر بيت ربنا، ونصل أرحامنا، ونعبد إلهنا ونحن أهل الحرم، فقال كعب: أنت والله أهدى مما عليه محمد، فأنزل الله عز وجل: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَابِ ﴾، يقول: أعطوا حظاً من التوراة.
﴿ يُؤْمِنُونَ بِٱلْجِبْتِ ﴾، يعنى حيى بن أخطب القرظى.
﴿ وَٱلطَّاغُوتِ ﴾، وكعب بن الأشرف.
﴿ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ من أهل مكة ﴿ هَؤُلاءِ أَهْدَىٰ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً ﴾ [آية: ٥١]، يعنى طريقاً.


الصفحة التالية
Icon