﴿ إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ ٱلأَمَانَاتِ إِلَىۤ أَهْلِهَا ﴾، " نزلت فى عثمان بن طلحة بن عبد الله القرشى، صاحب الكعبة فى أمر مفاتيح الكعبة، وذلك أن العباس بن عبد المطلب، رضى الله عنه، قال للنبى صلى الله عليه وسلم: اجعل فينا السقاية والحجابة لنسود بها الناس، وقد كان أخذ المفتاح من عثمان حين افتتح مكة، فقال عثمان بن طلحة للنبى صلى الله عليه وسلم: إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر فادفع إلىَّ المفتاح، فدفع النبى صلى الله عليه وسلم المفتاح، ثم أخذه ثلاث مرات، ثم إن النبى صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت، فأنزل الله تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ ٱلأَمَانَاتِ إِلَىۤ أَهْلِهَا ﴾، فقال النبى صلى الله عليه وسلم لعثمان: " خذه بأمانة الله "، حين دفع إليه المفتاح، فقال العباس، رضى الله عنه، للنبى صلى الله عليه وسلم: جعلت السقاية فينا والحجابة لغيرنا، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: " أما ترضون أنى جعلت لكم ما تدرون، ونحيت عنكم ما لا تدرون، ولكم أجر ذلك؟ "، قال العباس: بلى، قال: " بشرفهم بذلك، أى تفضلون على الناس، ولا يفضل الناس عليكم ". ثم قال عز وجل: ﴿ وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِٱلْعَدْلِ إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً ﴾ [آية: ٥٨]، فلا أحد أسمع منه.
﴿ بَصِيراً ﴾، فلا أحد أبصر منه، فكان من العدل أن دفع السقاية إلى العباس بن عبدالمطلب، والحجابة إلى عثمان بن طلحة؛ لأنهما كانا أهلها فى الجاهلية.