﴿ يَٰـأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾، نزلت فى رجلين من المسلمين.
﴿ لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلنَّصَارَىٰ أَوْلِيَآءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ ﴾، قال لما كانت وقعة أحُد، خاف ناس من المسلمين أن يدال الكفار عليهم، فقال رجل منهم: أنا آتى فلاناً اليهودى فأتهود، فإنى أخشى أن يدال الكفار علينا، قال الآخر: أما أنا، فإنى آتى الشام فأنتصر، فنزلت: ﴿ يَـۤأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلنَّصَارَىٰ أَوْلِيَآءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ ﴾ ﴿ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ ﴾، يعنى من المؤمنين.
﴿ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ﴾، يعنى يلحق بهم ويكون معهم؛ لأن المؤمنين لا يتولون الكفار.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ ﴾ [آية: ٥١].
ثم ذكر أنه إنما يتولاهم المنافقون؛ لأنهم وافقوهم على ما يقولون، قال سبحانه: ﴿ فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ ﴾، وهو الشك، فهم المنافقون.
﴿ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ ﴾، يعنى فى ولاية اليهود بالمدينة.
﴿ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ ﴾، يعنى دولة اليهود على المسلمين، وذلك أن نفراً من المنافقين، أربعة وثمانين رجلاً، منهم: عبدالله بن أبى، وأبو نافع، وأبو لبابة، قالوا: نتخذ عند اليهود عهداً ونواليهم فيما بيننا وبينهم، فإنا لا ندرى ما يكون فى غد، ونخشى ألا ينصر محمد صلى الله عليه وسلم، فينقطع الذى بيننا وبينهم، ولا نصيب منهم قرضاً ولا ميرة، فأنزل الله عز وجل: ﴿ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِٱلْفَتْحِ ﴾، يعنى بنصر محمد صلى الله عليه وسلم الذى يئسوا منه.
﴿ أَوْ ﴾ يأتى ﴿ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ ﴾، قتل قريظة، وجلاء النضير إلى أذرعات، فلما رأى المنافقون ما لقى أهل قريظة والنضير، ندموا على قولهم، قال: ﴿ فَيُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ﴾ [آية: ٥٢].
فلما أخبر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم عن المنافقين، أنزل هذه الآية: ﴿ وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾ بعضهم لبعض: ﴿ أَهُـۤؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ ﴾، يعنى المنافقين.
﴿ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ﴾، إذ حلفوا بالله عز وجل، فهو جهد اليمين.
﴿ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ ﴾ على دينكم، يعنى المنافقين.
﴿ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ ﴾، يعنى بطلت أعمالهم؛ لأنها كانت فى غير الله عز وجل.
﴿ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ ﴾ [آية: ٥٣] فى الدنيا.


الصفحة التالية
Icon