قوله سبحانه: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾، يعنى الذين صدقوا.
﴿ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ ﴾، يعنى اليهود.
﴿ وَٱلصَّابِئُونَ ﴾، هم قوم من النصارى صبأوا إلى دين نوح وفارقوا هذه الفرق الثلاث، وزعموا أنهم على دين نوح، عليه السلام، وأخطأوا؛ لأن دين نوح، عليه السلام، كان على دين الإسلام.
﴿ وَٱلنَّصَارَىٰ ﴾، إنما سموا نصارى؛ لأنهم ابتدعوا هذا الدين بقرية تسمى ناصرة، قال الله عز وجل: ﴿ مَنْ آمَنَ ﴾ من هؤلاء ﴿ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً ﴾، وأدى الفرائض من قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم، فله الجنة، ومن بقى منهم إلى أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم، فلا إيمان له، إلا أن يصدق بمحمد صلى الله عليه وسلم فمن صدق بالله عز وجل أنه واحد لا شريك له وبما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وبالبعث الذى فيه جزاء الأعمال.
﴿ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ﴾ من العذاب.
﴿ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [آية: ٦٩] من الموت. قوله سبحانه: ﴿ لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ﴾ فى التوراة على أن يعملوا بما فيها.
﴿ وَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمْ رُسُلاً ﴾، يعنى وأرسل الله تعالى إليهم رسلاً.
﴿ كُلَّمَا جَآءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَىٰ أَنْفُسُهُمْ ﴾، يعنى اليهود.
﴿ فَرِيقاً كَذَّبُواْ ﴾، يعنى اليهود، فريقاً كذبوا عيسى صلى الله عليه وسلم ومحمداً صلى الله عليه وسلم.
﴿ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ ﴾ [آية: ٧٠]، يعنى اليهود، كذبوا بطائفة من الرسل، وقتلوا طائفة من الرسل، يعنى زكريا، ويحيى فى بنى إسرائيل. قوله عز وجل: ﴿ وَحَسِبُوۤاْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ ﴾، يعنى اليهود، حسبوا ألا يكون شرك ولا يبتلوا ولا يعاقبوا بتكذيبهم الرسل وبقتلهم الأنبياء، أن لا يبتلوا بالبلاء والشدة من قحط المطر.
﴿ فَعَمُواْ ﴾ عن الحق، فلم يبصره.
﴿ وَصَمُّواْ ﴾ عن الحق، فلم يسمعوه.
﴿ ثُمَّ تَابَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ ﴾، يقول: تجاوز عنهم، فرفع عنهم البلاء، فلم يتوبوا بعد رفع البلاء.
﴿ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴾ [آية: ٧١] من قتلهم الأنبياء وتكذيبهم الرسل. قوله عز وجل: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ ﴾، نزلت فى نصارى نجران الماريعقوبينن، منهم السيد والعاقب وغيرهما، قالوا: إن الله هو المسيح ابن مريم.
﴿ وَقَالَ ٱلْمَسِيحُ يَابَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ﴾، يعنى وحدوا الله ربى وربكم.
﴿ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ ﴾، فيقول: إن الله هو المسيح ابن مريم، فيموت، على الشرك.
﴿ فَقَدْ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيهِ ٱلْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ ٱلنَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ ﴾، يعنى وما للمشركين ﴿ مِنْ أَنصَارٍ ﴾ [آية: ٧٢]، يعنى من مانع يمنعهم من النار.﴿ لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ ﴾، يعنى المكانيين، قالوا: الله والمسيح ومريم، يقول الله عز وجل تكذيباً لقولهم: ﴿ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ ﴾ من الشرك ﴿ لَيَمَسَّنَّ ﴾، يعنى ليصيبن ﴿ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [آية: ٧٣]، يعنى وجيع، والقتل بالسيف، والجزية على من بقى منهم عقوبة. ثم قال سبحانه يعيبهم: ﴿ أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَىٰ ٱللَّهِ ﴾، يعنى أفلا يتوبون إلى الله.
﴿ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ ﴾ من الشرك، فإن فعلوا غفر لهم.
﴿ وَٱللَّهُ غَفُورٌ ﴾ لذنوبهم ﴿ رَّحِيمٌ ﴾ [آية: ٧٤] بهم.