ثم أخبر عن عيسى صلى الله عليه وسلم، فقال: سبحانه: ﴿ مَّا ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ﴾، يعنى مؤمنة كقوله سبحانه:﴿ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيَّاً ﴾[مريم: ٥٦]، يعنى مؤمناً نبياً، وذلك حين قال لها جبريل، عليه السلام:﴿ إِنَّمَآ أَنَاْ رَسُولُ رَبِّكِ ﴾[مريم: ١٩]، وفى بطنك المسيح، فآمنت بجبريل، عليه السلام، وصدقت بالمسيح ابن مريم، عليه السلام، ثم سميت الصديقة، وهى يومئذ فى محراب بيت المقدس.
﴿ كَانَا يَأْكُلاَنِ ٱلطَّعَامَ ﴾، فلو كانا إلهين ما أكلا الطعام.
﴿ ٱنْظُرْ ﴾ يا محمد ﴿ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ ٱلآيَاتِ ﴾، يعنى العلامات فى أمر عيسى ومريم أنهم كانا يأكلان الطعام والآلهة لا تأكل الطعام.
﴿ ثُمَّ ٱنْظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴾ [آية: ٧٥]، يعنى من أين يكذبون، فأعلمهم أنى واحد.﴿ قُلْ ﴾ لنصارى نجران.
﴿ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ ﴾، يعنى عيسى.
﴿ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً ﴾ فى الدنيا.
﴿ وَلاَ نَفْعاً ﴾ فى الآخرة.
﴿ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ﴾ لقولهم: إن الله هو المسيح ابن مريم، وثالث ثلاثة.
﴿ ٱلْعَلِيمُ ﴾ [آية: ٧٦] بمقالتهم.﴿ قُلْ يَـۤأَهْلَ ٱلْكِتَابِ ﴾، يعنى نصارى نجران.
﴿ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ ﴾ عن دين الإسلام فتقولوا ﴿ غَيْرَ ٱلْحَقِّ ﴾ فى عيسى ابن مريم.
﴿ وَلاَ تَتَّبِعُوۤاْ أَهْوَآءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ ﴾ عن الهدى.
﴿ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ ﴾، عن الهدى ﴿ كَثِيراً ﴾ من الناس.
﴿ وَضَلُّواْ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ ﴾ [آية: ٧٧]، يعنى وأخطأوا عن قصد سبل الهدى نزلت فى برصيصا.﴿ لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ اليهود ﴿ مِن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ﴾، يعنى من سبط بنى إسرائيل.
﴿ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ ﴾ ابن أنبشا، وذلك أنهم صادوا الحيتان يوم السبت، وكانوا قد نهوا عن صيد الحيتان يوم السبت، قال داود: اللهم إن عبادك قد خالفوا أمرك وتركوا أمرك، فاجعلهم آية ومثلاً لخلقك، فمسخهم الله عز وجل قردة، فهذه لعنة داود، عليه السلام.
﴿ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ ﴾، وأما لعنة عيسى صلى الله عليه وسلم، فإنهم أكلوا المائدة، ثم كفروا ورفعوا من المائدة، فقال عيسى: اللهم إنك وعدتنى أن من كفر منهم بعدما يأكل من المائدة أن تعذبه عذاباً لا تعذبه أحداً من العالمين، اللهم العنهم كما لعنت أصحاب السبت، فكانوا خمسة ألاف، فمسخهم الله عز وجل خنازير، ليس فيهم امرأة ولا صبى.
﴿ ذٰلِكَ بِمَا عَصَوْا ﴾ فى ترك أمره.
﴿ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ﴾ [آية: ٧٨] فى دينهم.
﴿ كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ﴾ [آية: ٧٩] حين لم ينهوهم عن المنكر. ثم قال عز وجل: ﴿ تَرَىٰ كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾، يعنى من قريش.
﴿ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ ﴾؛ لأنهم ليسوا بأصحاب كتاب.
﴿ أَن سَخِطَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي ٱلْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ﴾ [آية: ٨٠].
﴿ وَلَوْ كَانُوا ﴾، يعنى اليهود.
﴿ يُؤْمِنُونَ بِالله ﴾، يعنى يصدقون بالله عز وجل بأنه واحد لا شريك له.
﴿ وَ ﴾ بـ ﴿ والنَّبِيِّ ﴾ صلى الله عليه وسلم ﴿ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ ﴾ من القرآن.
﴿ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَآءَ ﴾، يقول: ما تخذوا مشركى العرب أولياء.
﴿ وَلَـٰكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ ﴾ من اليهود ﴿ فَاسِقُونَ ﴾ [آية: ٨١]، يعنى عاصين.


الصفحة التالية
Icon