قوله سبحانه: ﴿ يَوْمَ يَجْمَعُ ٱللَّهُ ٱلرُّسُلَ ﴾، يعنى الأنبياء، عليهم السلام.
﴿ فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبْتُمْ ﴾ فى التوحيد.
﴿ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَآ ﴾، وذلك أول ما بعثوا عند زفرة جهنم؛ لأن الناس إذا خرجوا من قبورهم تاهت عقولهم، فجالوا فى الدنيا ثلاثين سنة، ويقال: أربعين سنة، ثم ينادى مناد عند صخرة بيت المقدس: يا أهل الدنيا، ها هنا موضع الحساب، فيسمع النداء جميع الناس، فيقبلون نحو الصوت، فإذا اجتمعوا ببيت المقدس، زفرت جهنم زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبى مرسل إلا ظن أنه لو جاء بعمل سبعين نبياً ما نجا، فعند ذلك تاهت عقولهم، فيقول لهم عند ذلك، يعنى المرسلين: ﴿ مَاذَآ أُجِبْتُمْ ﴾ فى التوحيد.
﴿ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَآ ﴾ ﴿ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ ﴾ [آية: ١٠٩]، ثم رجعت عقولهم بعد ذلك إليهم، فشهدوا على قومهم أنهم قد بلغوا الرسالة عن ربهم، فذلك قوله سبحانه:﴿ وَيَقُولُ ٱلأَشْهَادُ ﴾يعنى الأنبياء،﴿ هَـٰؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ ﴾[هود: ١٨].
قوله سبحانه: ﴿ إِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ﴾ فى الآخرة.
﴿ ٱذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ ﴾، يعنى مريم، عليهما السلام.
﴿ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ ﴾، فالنعمة على عيسى حين أيده بروح القدس، يعنى جبريل، عليه السلام.
﴿ تُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْمَهْدِ ﴾ صبياً ﴿ وَ ﴾ تكلمهم ﴿ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ ٱلْكِتَابَ ﴾، يعنى خط الكتاب بيده.
﴿ وَٱلْحِكْمَةَ ﴾، يعنى الفهم والعلم.
﴿ وَٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ ﴾، يعنى علم التوراة والإنجيل، وجعله نبياً ورسولاً إلى بنى إسرائيل.
﴿ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ ٱلطِّينِ كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ ﴾، يعنى الخفاش.
﴿ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا ﴾، يعنى فى الهيئة.
﴿ فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِىءُ ٱلأَكْمَهَ ﴾، يعنى الأعمى الذى يخرج من بطن أمه أعمى.
﴿ وَ ﴾ يبرئ ﴿ وَٱلأَبْرَصَ ﴾، يمسحها بيده فيبرئها ﴿ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ ٱلْمَوتَىٰ بِإِذْنِيِ ﴾ أحياء.
﴿ وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ عَنكَ ﴾، أى عن قتلك.
﴿ إِذْ جِئْتَهُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ ﴾، وهى إحياء سام بن نوح بإذن الله. فيقوم عيسى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة بهؤلاء الكلمات خطيباً على رءوس الخلائق، ويخطب إبليس، لعنه الله، على أهل النار بهذه الآية:﴿ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ... ﴾إلى قوله:﴿ بِمُصْرِخِكُمْ ﴾يعنى بمانعكم من العذاب،﴿ وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ ﴾يعنى بمانعى من العذاب،﴿ إِنِّي كَفَرْتُ ﴾يعنى تبرأت﴿ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ﴾[إبراهيم: ٢٢]، أى فى الدار الدنيا، وأما النعمة على مريم، عليها السلام، فهى أنه اصطفاها، يعنى اختارها، وطهرها من الإثم، واختارها على نساء العالمين، وجعلها زوجة محمد صل الله عليه وسلم فى الجنة. قوله سبحانه: ﴿ تُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْمَهْدِ ﴾، يعنى تكلم بنى إسرائيل صبياً فى المهد حين جاءت به أمه تحمله، ويكلمهم كهلاً حين اجتمع واستوت لحيته.
﴿ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ ٱلْكِتَابَ ﴾، يعنى خط الكتاب بيده.
﴿ وَٱلْحِكْمَةَ ﴾، يعنى الفهم والعلم، وإذ علمتك التوراة والإنجيل.
﴿ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ ٱلطِّينِ كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ ﴾، يعنى الخفاش.
﴿ فَتَنفُخُ فِيهَا ﴾، يعنى فى الهيئة.
﴿ فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِىءُ ٱلأَكْمَهَ ﴾ الذى يخرج من بطن أمه أعمى، فكان عيسى، عليه السلام، يرد إليه بصره بإذن الله تعالى، فيمسح بيده عليه، فإذا هو صحيح بإذن الله، وأحيا سام بن نوح بإذن الله، حيث كلمه الناس، ثم مات فعاد كما كان.
﴿ وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ عَنكَ ﴾، يعنى عن قتلك حين رفعه الله عز وجل إليه، وقتل شبيهه، وهو الرقيب الذى كان عليه.
﴿ إِذْ جِئْتَهُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ ﴾، يعنى بالعجائب التى كان يصنعها من إبراء الأكمه والأبرص والموتى والطير ونحوه.﴿ فَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ ﴾، يعنى من اليهود من بنى إسرائيل.
﴿ إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴾ [آية: ١١٠]، يعنى ما هذا الذى يصنع عيسى من الأعاجيب إلا سحر مبين، يعنى بين، نظيرها فى الصف.
﴿ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى ٱلْحَوَارِيِّينَ ﴾، وهم القصارون مبيضو الثياب، وكانوا اثنى عشر رجلاً، والوحى إليهم من الله عز وجل هو إلهام قذف فى قلوبهم التصديق بالله عز وجل، بأنه واحد لا شريك له، فذلك قوله عز وجل: ﴿ أَنْ آمِنُواْ بِي ﴾ أن صدقوا بأنى واحد ليس معى شريك.
﴿ وَبِرَسُولِي ﴾، عيسى ابن مريم أنه نبى رسول.
﴿ قَالُوۤاْ آمَنَّا ﴾، يعنى صدقنا بما جاء به من عند الله، ونشهد أن الله عز وجل واحد لا شريك له، وأنك رسوله.
﴿ وَٱشْهَدْ ﴾ يا عيسى ﴿ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ﴾ [آية: ١١١]، يعنى مخلصون بالتوحيد.﴿ إِذْ قَالَ ٱلْحَوَارِيُّونَ يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ ﴾، يقول: هل يقدر على أن يعطيك ربك إن سألته ﴿ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ قَالَ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ﴾، فلا تسألوه البلاء.
﴿ إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ [آية: ١١٢]، فإنها إن نزلت ثم كذبتم عوقبتم.
﴿ قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا ﴾، فقد جعنا.
﴿ وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا ﴾، يعنى وتسكن قلوبنا إلى ما تدعونا إليه.
﴿ وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا ﴾ بأنك نبى رسول.
﴿ وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ ٱلشَّاهِدِينَ ﴾ [آية: ١١٣]، يعنى على المائدة عند بنى إسرائيل، إذا رجعنا إليهم، وكان القوم الذين خرجوا وسألوا المائدة خمسة ألاف بطريق، وهم الذين سألوا المائدة مع الحواريين.﴿ قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ ﴾ صلى الله عليه وسلم عند ذلك.
﴿ ٱللَّهُمَّ رَبَّنَآ أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا ﴾، يقول: تكون عيداً لمن كان فى زماننا عند نزول المائدة، وتكون عيداً لمن بعدنا.
﴿ وَ ﴾ تكون المائدة ﴿ وَآيَةً مِّنْكَ وَٱرْزُقْنَا ﴾، يعنى المائدة.
﴿ وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ ﴾ [آية: ١١٤] من غيرك، يقول: فإنك خير من يرزق.﴿ قَالَ ٱللَّهُ ﴾ عز وجل.
﴿ إِنِّي مُنَزِّلُهَا ﴾، يعنى المائدة.
﴿ عَلَيْكُمْ ﴾، فنزلها يوم الأحد.
﴿ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ ﴾ نزول المائدة.
﴿ مِنكُمْ فَإِنِّيۤ أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ ٱلْعَالَمِينَ ﴾ [آية: ١١٥]، فنزلت من السماء عليها سمك طرى، وخبز رقاق، وتمر، وذكروا أن عيسى صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه وهم جلوس فى روضة: هل مع أحد منكم شئ؟ فجاء شمعون بسمكتين صغيرتين، وخمسة أرغفة، وجاء آخر بشئ من سويق، فعمد عيسى صلى الله عليه وسلم فقطعهما صغاراً وكسر الخبز، فوضعها فلقاً فلقاً، ووضع السويق فتوضأ، ثم صلى ركعتين، ودعا ربه عز وجل، فألقى الله عز وجل على أصحابه شبه السبات، ففتح القوم أعينهم، فزاد الطعام حتى بلغ الركب، فقال عيسى صلى الله عليه وسلم للقوم: كلوا وسموا الله عز وجل، ولا ترفعوا، وأمرهم أن يجلسوا حلقاً حلقاً، فأكلوا حتى شبعوا، وهم خمسة ألاف رجل، وهذا ليلة الأحد ويوم الأحد. فنادى عيسى صلى الله عليه وسلم، فقال: أكلتم؟ قالوا: نعم، قال: لا ترفعوا، قالوا: لا نرفع، فرفعوا، فبلغ ما رفعوا من الفضل أربعة وعشرين مكتلاً، فآمنوا عند ذلك بعيسى صلى الله عليه وسلم، وصدقوا به، ثم رجعوا إلى قومهم اليهود من بنى إسرائيل، ومعهم فضل المائدة، فلم يزالوا بهم حتى ارتدوا عن الإسلام، فكفروا بالله، وجحدوا بنزول المائدة، فمسخهم الله عز وجل وهم نيام خنازير، وليس غيهم صبى ولا امرأة.﴿ وَإِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ﴾، يعنى بنى إسرائيل فى الدنيا.
﴿ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ ﴾ مريم ﴿ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ ﴾، فنزه الرب عز وجل، أن يكون أمرهم بذلك، فقال: ﴿ مَا يَكُونُ لِيۤ ﴾، يعنى ما ينبغى لى ﴿ أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ﴾، يعنى بعدل أن يعبدوا غيرك.
﴿ إِن كُنتُ قُلْتُهُ ﴾ لهم ﴿ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي ﴾، يعنى ما كان منى وما يكون.
﴿ وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ﴾، يقول: ولا أطلع على غيبك، وقال أيضاً: ولا أعلم ما فى علمك، ما كان منك وما يكون.
﴿ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ ﴾ [آية: ١١٦]، يعنى غيب ما كان وغيب ما يكون.﴿ مَا قُلْتُ لَهُمْ ﴾ وأنت تعلم.
﴿ إِلاَّ مَآ أَمَرْتَنِي بِهِ ﴾ فى الدنيا.
﴿ أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ ﴾، يعنى وحدوا الله.
﴿ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ﴾، قال لهم عيسى صلى الله عليه وسلم فى هذه السورة، وفى كهيعص، وفى الزخرف.
﴿ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ﴾، يعنى على بنى إسرائيل بأن قد بلغتهم الرسالة.
﴿ مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ﴾، يقول: ما كنت بين أظهرهم.
﴿ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي ﴾، يقول: فلما بلغ بى أجل الموت فمت.
﴿ كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ﴾، يعنى الحفيظ.
﴿ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [آية: ١١٧]، يعنى شاهداً بما أمرتهم من التوحيد، وشهيد عليهم بما قالوا من البهتان، وإنما قال الله عز وجل: ﴿ وَإِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ﴾، ولم يقل: وإذ يقول: يا عيسى ابن مريم؛ لأنه قال سبحانه قبل ذكر عيسى يوم يجمع الله الرسل، فيقول: ماذا أجبتم؟ قالوا: يومئذ، وهو يوم القيامة، حين يفرغ من مخاصمة الرسل، فينادى: أين عيسى ابن مريم، فيقوم عيسى صلى الله عليه وسلم شفق، فرق، يرعد رعدة حتى يقف بين يدى الله عز وجل، يا عيسى ﴿ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ ﴾.
وكما قال سبحانه:﴿ وَنُودُوۤاْ أَن تِلْكُمُ ٱلْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾[الأعراف: ٤٣]، فلما دخلوا الجنة قال:﴿ وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ ﴾[الأعراف: ٥٠]، فنسق بالماضى على الماضى، والمعنى مستقبل، ولو لم يذكر الجنة قبل بدئهم بالكلام الاول لقال فى الكلام الأول:﴿ وَنَادَىۤ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ أَصْحَابَ ٱلنَّارِ ﴾[الأعراف: ٤٤]، وكل شئ فى القرآن على هذا النحو. ثم قال عيسى صلى الله عليه وسلم لربه عز وجل فى الآخرة: يا رب، غبت عنهم وتركتهم على الحق الذى أمرتنى به، فلم أدر ما أحدثوا بعدى، فـ ﴿ إِن تُعَذِّبْهُمْ ﴾ فتميتهم على ما قالوا من البهتان والكفر.
﴿ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ﴾، وانت خلقتهم.
﴿ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ ﴾، فتتوب عليهم وتهديهم إلى الإيمان والمغفرة بعد الهداية إلى الإيمان.
﴿ فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ ﴾ [آية: ١١٨] فى ملكك، الحكيم فى أمرك، وفى قراءة ابن مسعود: " فإنك أنت الغفور الرحيم "، نظيرها فى سورة إبراهيم، عليه السلام، فى مخاطبة إبراهيم:﴿ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾[إبراهيم: ٣٦]، وهى كذلك أيضاً فى قراءة عبدالله بن مسعود.