﴿ قُلْ ﴾ يا محمد لكفار مكة: ﴿ مَن يُنَجِّيكُمْ مِّن ظُلُمَاتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ ﴾، يعنى الظلل والظلمة والموج.
﴿ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً ﴾، يعنى مستكينين.
﴿ وَخُفْيَةً ﴾، يعنى فى خفض وسكون.
﴿ لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـٰذِهِ ﴾ الأهوال.
﴿ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّاكِرِينَ ﴾ [آية: ٦٣] لله فى هذه النعم، فيوحدوه.
﴿ قُلِ ٱللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ﴾، يعنى من أهوال كل كرب، يعنى من كل شدة.
﴿ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ ﴾ [آية: ٦٤] فى الرخاء.﴿ قُلْ هُوَ ٱلْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ ﴾، يعنى الحصب بالحجارة كما فعل بقوم لوط، فلا يبقى منكم أحد.
﴿ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ﴾، يعنى الخسف كما فعل بقارون ومن معه، ثم قال: ﴿ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً ﴾، يعنى فرقاً أحزاباً أهواء مختلفة كفعله بالأمم الخالية.
﴿ وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ﴾، يقول: يقتل بعضكم بعضاً، فلا يبقى منكم أحد إلا قليل،" فقال النبى صلى الله عليه وسلم وهو يجر رداءه، وذلك بالليل، وهو يقول: " لئن أرسل الله على أمتى عذاباً من فوقهم ليهلكنهم، أو من تحت أرجلهم، فلا يبقى منهم أحد "، فقام صلى الله عليه وسلم فصلى ودعا ربه أن يكشف ذلك عنهم، فأعطاه الله ا ثنتين الحصب والخسف، كشفهما عن أمته، ومنعه اثنتين الفرقة والقتل، فقال: " أعوذ بعفوك من عقابك، وأعوذ بمعافاتك من غضبك، وأعوذ بك منك، جل وجهك، لا أبلغ مدحتك والثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ". قال: فجاءه جبريل، عليه السلام، فقال: إن الله قد استجاب لك وكشف عن أمتك اثنتين ومنعوا اثنتين.
﴿ ٱنْظُرْ ﴾ يا محمد ﴿ كَيْفَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ ﴾، يعنى العلامات فى أمور شتى من ألوان العذاب.
﴿ لَعَلَّهُمْ ﴾، يقول: لكى.
﴿ يَفْقَهُونَ ﴾ [آية: ٦٥] عن الله فيخافوه ويوحدوه.
﴿ وَكَذَّبَ بِهِ ﴾ بالقرآن ﴿ قَوْمُكَ ﴾ خاصة.
﴿ وَهُوَ ٱلْحَقُّ ﴾ جاء من الله.
﴿ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ ﴾ [آية: ٦٦]، يقول بمسيطر، نسختها آية السيف.
﴿ لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ ﴾، يقول: لكل حديث حقيقة ومنتهى، يعنى العذاب منه فى الدنيا، وهو القتل ببدر، ومنه فى الآخرة نار جهنم، وذلك قوله: ﴿ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ [آية: ٦٧]، أوعدهم العذاب، مثلها فى اقتربت.


الصفحة التالية
Icon