ثم قال: ﴿ وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ ﴾، يعني السلاح؛ وهو الرمي.
﴿ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾، يعني كفار العرب.
﴿ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ ﴾، يقول: لا تعرفهم يا محمد، يقول: ترهبون فيما استعددتم به آخرين من دون كفار العرب، يعني اليهود، لا تعرفهم يا محمد.
﴿ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ﴾، يقول: الله يعرفهم، يعني اليهود، ثم قال: ﴿ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ ﴾ من أمر السلاح والخيل.
﴿ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ ﴾، يقول: يوفر لكم ثواب النفقة.
﴿ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ ﴾ [آية: ٦٠]، يقول: وأنتم لا تنقصون يوم القيامة. ثم ذكر يهود قريظة، فقال: ﴿ وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَٱجْنَحْ لَهَا ﴾، يقول: إن أرادوا الصلح فأرده، ثم نسختها الآية التي في سورة محمد صلى الله عليه وسلم:﴿ فَلاَ تَهِنُواْ وَتَدْعُوۤاْ إِلَى ٱلسَّلْمِ وَأَنتُمُ ٱلأَعْلَوْنَ ﴾[محمد: ٣٥]، ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ ﴾، يقول وثق بالله، فإنه معك فى النصر إن نقضوا الصلح.
﴿ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ﴾ لما أرادوا من الصلح.
﴿ ٱلْعَلِيمُ ﴾ [آية: ٦١] به. ثم قال: ﴿ وَإِن يُرِيدُوۤاْ أَن يَخْدَعُوكَ ﴾ يا محمد بالصلح لتكف عنهم، حتى إذا جاء مشركو العرب، أعانوهم عليك، يعني يهود قريظة.
﴿ فَإِنَّ حَسْبَكَ ٱللَّهُ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَيَّدَكَ ﴾، يعني هو الذى قواك ﴿ بِنَصْرِهِ ﴾، يعني جبريل، عليه السلام، وبمن معه.
﴿ وَبِٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آية: ٦٢] من الأنصار يوم بدر، وهو فاعل ذلك أيضاً، وأيدك على يهود قريظة. ثم ذكر الأنصار، فقال: ﴿ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ﴾ بعد العداوة التى كانت بينهم فى أمر شمير وحاطب، فقال: ﴿ لَوْ أَنفَقْتَ ﴾ يا محمد على أن تؤلف بين قلوبهم ﴿ مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مَّآ أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ﴾ بعد العداوة في دم شمير وحاطب بالإسلام.
﴿ إِنَّهُ عَزِيزٌ ﴾، يعني منيع فى ملكه.
﴿ حَكِيمٌ ﴾ [آية: ٦٣] فى أمره، حكم الألفة بين الأنصار بعد العداوة.


الصفحة التالية
Icon