﴿ لاَ يَسْتَأْذِنُكَ ﴾ في القعود ﴿ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ ﴾، يعني الذين يصدقون بتوحيد الله، وبالبعث الذي فيه جزاء الأعمال أنه كائن.
﴿ أَن يُجَاهِدُواْ ﴾ العدو من غير عذر.
﴿ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ﴾ كراهية الجهاد.
﴿ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلْمُتَّقِينَ ﴾ [آية: ٤٤] الشرك. ثم ذكر المنافقون، فقال: ﴿ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ ﴾ في الجهاد وبعد الشقة.
﴿ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ ﴾، لا يصدقون بالله، ولا باليوم الآخر، يعني لا يصدقون بالله، ولا بتوحيده، ولا بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال.
﴿ وَٱرْتَابَتْ ﴾، يعني شكت ﴿ قُلُوبُهُمْ ﴾ في الدين.
﴿ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ ﴾، يعني في شكهم.
﴿ يَتَرَدَّدُونَ ﴾ [آية: ٤٥]، وهم تسعة وثلاثون رجلاً. ثم أخبر عن المنافقين، فقال: ﴿ وَلَوْ أَرَادُواْ ٱلْخُرُوجَ ﴾ إلى العدو.
﴿ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً ﴾، يعني به النية.
﴿ وَلَـٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنبِعَاثَهُمْ ﴾، يعني خروجهم.
﴿ فَثَبَّطَهُمْ ﴾ عن غزاة تبوك.
﴿ وَقِيلَ ٱقْعُدُواْ ﴾، وحياً إلى قلوبهم.
﴿ مَعَ ٱلْقَاعِدِينَ ﴾ [آية: ٤٦] ألهموا ذلك، يعني مع المتخلفين.﴿ لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم ﴾، يعني معكم إلى العدو.
﴿ مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ﴾، يعني عياً.
﴿ ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ ﴾، يتخلل الراكب الرجلين حتى يدخل بينهما، فيقول ما لا ينبغي.
﴿ يَبْغُونَكُمُ ٱلْفِتْنَةَ ﴾، يعني الكفر.
﴿ وَفِيكُمْ ﴾ معشر المؤمنين.
﴿ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ﴾ من غير المنافقين، اتخذهم المنافقون عيوناً لهم يحدثونهم.
﴿ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمِينَ ﴾ [آية: ٤٧]، منهم: عبد الله بن أبي، وعبد الله بن نبيل، وجد بن قيس، ورفاعة بن التابوت، وأوليس بن قيظي. ثم أخبر عن المنافقين، فقال: ﴿ لَقَدِ ٱبْتَغَوُاْ ٱلْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ ﴾، يعني الكفر في غزوة تبوك.
﴿ وَقَلَّبُواْ لَكَ ٱلأُمُورَ ﴾ ظهراً لبطن كيف يصنعون.
﴿ حَتَّىٰ جَآءَ ٱلْحَقُّ ﴾، يعني الإسلام.
﴿ وَظَهَرَ أَمْرُ ٱللَّهِ ﴾، يعني دين الإسلام.
﴿ وَهُمْ كَارِهُونَ ﴾ [آية: ٤٨] للإسلام.﴿ وَمِنْهُمْ ﴾، يعني من المنافقين.
﴿ مَّن يَقُولُ ٱئْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي ﴾، وذلك" أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الناس بالجهاد إلى غزاة تبوك، وذكر بنات الأصفر لقوم، وقال: لعلكم تصيبون منهن "، قال ذلك ليرغبهم في الغزو، وكان الأصفر رجلاً من الحبش، فقضى الله له أن ملك الروم، فاتخذ من نسائهم لنفسه، وولدن له نساء كن مثلاً في الحسن، فقال جد بن قيس الأنماري، من بنى سلمة بن جشم: يا رسول الله، قد علمت الأنصار حرصي على النساء وإعجابي بهن، وإني أخاف أن أفتتن بهن، فأذن لي ولا تفتنى ببنات الأصفر، وإنما اعتل بذلك كراهية الغزو، فأنزل الله عز وجل: ﴿ وَمِنْهُمْ ﴾، يعني من المنافقين: ﴿ مَّن يَقُولُ ٱئْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي ﴾، يقول الله: ﴿ أَلا فِي ٱلْفِتْنَةِ سَقَطُواْ ﴾، يقول: ألا في الكفر وقعوا.
﴿ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِٱلْكَافِرِينَ ﴾ [آية: ٤٩].
ثم أخبر عنهم وعن المتخلفين بغير عذر، فقال: ﴿ إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ﴾، يعني الغنيمة في غزاتك يوم بدر تسوءهم.
﴿ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ ﴾ بلاء من العدو يوم أُحُد، وهزيمة وشدة.
﴿ يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا ﴾ في القعود ﴿ مِن قَبْل ﴾ أن تصبك مصبية: ﴿ وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمْ فَرِحُونَ ﴾ [آية: ٥٠] لما أصابك من شدة.


الصفحة التالية
Icon