﴿ وَمَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً ﴾، وذلك أن الله عاب في القرآن من تخلف عن غزاة تبوك، فقالوا: لا يرانا الله أن نتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزاته، ولا في بعث سرية، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية، رغبوا فيها رغبة في الأجر، فأنزل الله عز وجل: ﴿ وَمَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ ﴾، يعني ما ينبغى لهم أن ينفروا إلى عدوهم.
﴿ كَآفَّةَ ﴾، يعني جميعاً.
﴿ فَلَوْلاَ نَفَرَ ﴾، يعني فهلا نفر.
﴿ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ ﴾، يعني من كل عصبة منهم.
﴿ طَآئِفَةٌ ﴾، وتقيم طائفة مع النبي صلى الله عليه وسلم، فيتعلمون ما يحدث الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم، من أمر، أو نهي، أو سُنة، فإذا رجع هؤلاء الغيب، تعلموا من أخوانهم المقيمين. فذلك قوله: ﴿ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ ﴾، يعني المقيمين.
﴿ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ ﴾، يعني وليحذروا إخوانهم ﴿ إِذَا رَجَعُوۤاْ إِلَيْهِمْ ﴾ من غزاتهم.
﴿ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ [آية: ١٢٢]، يعني لكي يحذروا المعاصي التي عملوا بها قبل النهي.﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾، يعني صدقوا بالله عز وجل.
﴿ قَاتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِّنَ ٱلْكُفَّارِ ﴾، يعني الأقرب فالأقرب.
﴿ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً ﴾، يعني شدة عليهم بالقول.
﴿ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ ﴾ [آية: ١٢٣].
﴿ وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ ﴾ على النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ فَمِنْهُمْ ﴾، من المنافقين.
﴿ مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِ ﴾ السورة ﴿ إِيمَاناً ﴾، يعني تصديقاً مع تصديقه بما أنزل الله عز وجل من القرآن من قبل هذه السورة.
﴿ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ [آية: ١٢٤] بنزولها.