قال: ﴿ وَٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ ٱللَّهِ ﴾، يعني كفار أهل الكتاب ﴿ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ ﴾، يعني من بعد إقرارهم بالتوحيد يوم آدم، عليه السلام.
﴿ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ ﴾، من الإيمان بالنبيين، وبالتوحيد، وبالكتاب.
﴿ وَيُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ ﴾ هؤلاء، يعني يعملون فيها المعاصي.
﴿ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوۤءُ ٱلدَّارِ ﴾ [آية: ٢٥]، يعني شر الدار جهنم.﴿ ٱللَّهُ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَنْ يَشَآءُ ﴾، يعني يوسع الرزق على من يشاء.
﴿ وَيَقَدِرُ ﴾، يعني ويقتر على من يشاء.
﴿ وَفَرِحُواْ ﴾، يعني ورضوا ﴿ بِٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ ﴾ [آية: ٢٦]، يعني إلا قليل.﴿ وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ من أهل مكة، وهم القادة.
﴿ لَوْلاَ أُنزِلَ ﴾، يعني هلا أنزل.
﴿ عَلَيْهِ ﴾، يعني النبي صلى الله عليه وسلم.
﴿ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ ﴾ عن الهدى.
﴿ وَيَهْدِيۤ إِلَيْهِ ﴾ إلى دينه ﴿ مَنْ أَنَابَ ﴾ [آية: ٢٧]، يعني من راجع التوبة. ثم نعتهم، فقال: ﴿ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ ٱللَّهِ ﴾، يقول: وتسكن قلوبهم بالقرآن، يعني بما في القرآن من الثواب والعقاب، يقول الله تعالى: ﴿ أَلاَ بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ ﴾ [آية: ٢٨]، يقول: ألا بالقرآن تسكن القلوب. ثم أخبر بثوابهم، فقال: ﴿ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ ﴾، يعني حسنى لهم، وهي بلغة العرب.
﴿ وَحُسْنُ مَآبٍ ﴾ [آية: ٢٩]، يعني وحسن مرجع، وطوبى شجرة في الجنة، لو أن رجلاً ركب فرساً أو نجيبة، وطاف على ساقها، لم يبلغ المكان الذي ركب منه حتى يقتله الهرم، ولو أن طائراً طار من ساقها، لم يبلغ فرعها حتى يقتله الهرم، كل ورقة منها تظل أمة من الأمم، على كل ورقة منها ملك يذكر الله تعالى، ولو أن ورقة منها وضعت في الأرض لأضاءت الأرض نوراً كما تضىء الشمس، تحمل هذه الشجرة لهم ما يشاءون من ألوان الحلي والثمار، غير الشراب.