دل على نفسه تعالى ذكره، فقال: ﴿ ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ ﴾، من أهل مكة، بتوحيد الله.
﴿ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴾ [آية: ٢].
ثم أخبر عنهم، فقال تعالى: ﴿ ٱلَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا ﴾ الفانية.
﴿ عَلَى ٱلآخِرَةِ ﴾ الباقية.
﴿ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾، يعني عن دين الإسلام.
﴿ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً ﴾، يعني سبيل الله عوجاً، يقول: ويريدون بملة الإسلام زيغاً، وهو الميل.
﴿ أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ ﴾ [آية: ٣]، يعني في خسران طويل، وذلك أن رءوس كفار مكة كانوا ينهون الناس عن اتباع محمد صلى الله عليه وسلم، وعن اتباع دينه. ثم قال سبحانه: ﴿ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ ﴾، يعني بلغة قومه ليفهموا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذلك قوله سبحانه: ﴿ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ ﴾ على ألسنة الرسل عن دينه الهدى.
﴿ وَيَهْدِي ﴾ إلى دينه، الهدى على ألسنة الرسل.
﴿ مَن يَشَآءُ ﴾، ثم رد تعالى ذكره المشيئة إلى نفسه فقال: ﴿ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ﴾ في ملكه.
﴿ ٱلْحَكِيمُ ﴾ [آية: ٤]، حكم الضلالة والهدى لمن يشاء.


الصفحة التالية
Icon