خوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية، فقال سبحانه: ﴿ وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ ﴾، يقول: وما عذبنا من قرية.
﴿ إِلاَّ وَلَهَا ﴾ بهلاكها ﴿ كِتَابٌ مَّعْلُومٌ ﴾ [آية: ٤]، يعني موقوت في اللوح المحفوظ إلى أجل، وكذلك كفار مكة عذابهم إلى أجل معلوم، يعني القتل ببدر.﴿ مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ ﴾ عذبت ﴿ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ ﴾ [آية: ٥]، يقول: ما يتقدمون من أجلهم، ولا يتأخرون عنه.﴿ وَقَالُواْ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ ﴾، يعني القرآن.
﴿ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ﴾ [آية: ٦]، يعني النبي صلى الله عليه وسلم، نزلت في عبد الله بن أمية بن المغيرة المخزومي، والنضر بن الحارث، هو ابن علقمة، من بني عبد الدار بن قصي، ونوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزى، كلهم من قريش، والوليد بن المغيرة، قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إنك لمجنون. وقالوا له: ﴿ لَّوْ مَا تَأْتِينَا ﴾، يعني أفلا تجيئنا ﴿ بِٱلْمَلائِكَةِ ﴾، فتخبرنا بأنك نبى مرسل.
﴿ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ ﴾ [آية: ٧] بأنك نبي مرسل، ولو نزلت الملائكة لنزلت إليهم بالعذاب.﴿ مَا نُنَزِّلُ ٱلْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِٱلحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذاً مُّنظَرِينَ ﴾ [آية: ٨]، يقول: لو نزلت الملائكة بالعذاب، إذاً لم يناظروا حتى يعذبوا، يعني كفار مكة. يقول الله عز وجل: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ ﴾، يعني القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [آية: ٩]؛ لأن الشياطين لا يصلون إليه؛ لقولهم للنبي صلى الله عليه وسلم: إنك لمجنون يعلمك الري.