﴿ وَإِن كَانَ أَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ ﴾ [آية: ٧٨]، يعني المشركين، فهم قوم شعيب، عليه السلام، والأيكة الغيضة من الشجر، وكان أكثر الشجر الدوم، وهو المقل.﴿ فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ ﴾ بالعذاب.
﴿ وَإِنَّهُمَا ﴾، يعني قوم لوط، وقوم شعيب.
﴿ لَبِإِمَامٍ ﴾، يعني طريق.
﴿ مُّبِينٍ ﴾ [آية: ٧٩]، يعني مستقيم، وكان عذاب قوم شعيب، عليه السلام، أن الله عز وجل حبس عنهم الرياح، فأصابهم حر شديد لم ينفعهم من الحر شىء وهم في منازلهم، فلما أصابهم ذلك الحر، خرجوا من منازلهم إلى الغيضة ليستظلوا بها من الحر، فأصابهم من الحر أشد مما أصابهم في منازلهم، ثم بعث الله عز وجل لهم سحابة فيها عذاب، فنادى بعضهم بعضاً ليخرجوا من الغضة، فيستظلون تحت السحابة لشدة حر الشمس يلتمسون بها الروح، فلما لجئوا إليها أهلكهم الله عز وجل فيها حراً وغماً تحت السحابة. قال: حدثنا عبيد الله، سمعت أبى، قال: سمعت أبا صالح يقول: غلت أدمغتهم في رءوسهم، كما يغلي الماء في المرجل على النار، من شدة الحر تحت السحابة، فذلك قوله سبحانه:﴿ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ ٱلظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾[الشعراء: ١٨٩].
﴿ وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ ٱلحِجْرِ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴾ [آية: ٨٠]، يعني قوم صالح، واسم القرية الحجر، وهو بوادي القرى، يعني بالمرسلين صالحاً وحده، عليه السلام، يقول: كذبوا صالحاً.﴿ وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا ﴾، يعني الناقة آية لهم، فكانت ترويهم من اللبن في يوم شربها من غير أن يكلفوا مؤنة.
﴿ فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ ﴾ [آية: ٨١]، حين لم يتفكروا في أمر الناقة وابنها فيعتبروا. فأخبر عنهم، فقال سبحانه: ﴿ وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ ﴾ [آية: ٨٢]، من أن تقع عليهم الجبال إذا نحتوها وجوفوها.﴿ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ ﴾، يعني صيحة جبريل، عليه السلام.
﴿ مُصْبِحِينَ ﴾ [آية: ٨٣] يوم السبت، فخمدوا أجمعون. يقول الله عز وجل: ﴿ فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ ﴾ من العذاب الذي نزل بهم.
﴿ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾ [آية: ٨٤]، من الكفر والتكذيب، فعقروا الناقة يوم الأربعاء، فأهلكهم الله يوم السبت.


الصفحة التالية
Icon