﴿ أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ ﴾، وذلك أن كفار مكة لما أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم الساعة، فخوفهم بها أنها كائنة، فقالوا: متى تكون؟ تكذيباً بها، فأنزل الله عز وجل: يا عبادي.
﴿ أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ ﴾ ﴿ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ ﴾، أي فلا تستعجلوا وعيدي، أنزل الله عز وجل أيضاً في قولهم: حم عسق:﴿ يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا ﴾[الشورى: ١٨]، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل، عليه السلام: ﴿ أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ ﴾، وثب قائماً، وكان جالساً، مخافة الساعة، فقال جبريل، عليه السلام: ﴿ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ ﴾، فاطمأن النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك، ثم قال: ﴿ سُبْحَانَهُ ﴾، نزه الرب تعالى نفسه عن شرك أهل مكة، ثم عظم نفسه جل جلاله، فقال: ﴿ وَتَعَالَىٰ ﴾، يعني وارتفع.
﴿ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [آية: ١].
﴿ يُنَزِّلُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ ﴾، يعني جبريل، عليه السلام.
﴿ بِٱلْرُّوحِ ﴾، يقول: بالوحي.
﴿ مِنْ أَمْرِهِ ﴾، يعني بأمره.
﴿ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ ﴾ من الأنبياء، عليهم السلام، ثم أمرهم الله عز وجل أن ينذروا الناس، فقال: ﴿ أَنْ أَنْذِرُوۤاْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱتَّقُونِ ﴾ [آية: ٢]، يعني فاعبدون.