إن الله عز وجل قال للنبي صلى الله عليه وسم: ﴿ ٱدْعُ إِلِىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ ﴾، يعني دين ربك، وهو الإسلام.
﴿ بِٱلْحِكْمَةِ ﴾، يعني بالقرآن.
﴿ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ ﴾، يعني بما فيه من الأمر والنهي.
﴿ وَجَادِلْهُم ﴾، يعني أهل الكتاب.
﴿ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾، بما في القرآن من الأمر والنهي.
﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ﴾، يعني دينه الإسلام.
﴿ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ ﴾ [آية: ١٢٥]، يعني بمن قدر الله له الهدى من غيره.﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ﴾، وذلك أن كفار مكة قتلوا يوم أُحُد طائفة من المؤمنين، ومثلوا بهم، منهم حمزة بن عبد المطلب، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقروا بطنه، وقطعوا مذاكيره وأدخلوها في فيه، وحنظلة بن أبي عامر غسيل الملائكة، فحلف المسلمون للنبي صلى الله عليه وسلم: لئن دالنا الله عز وجل منهم، لنمثلن بهم أحياء، فأنزل الله عز وجل: ﴿ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ﴾، يقول: مثلوا هم بموتاكم، لا تمثلوا بالأحياء منهم.
﴿ وَلَئِن صَبَرْتُمْ ﴾ عن المثلة.
﴿ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ ﴾ [آية: ١٢٦] من المثلة، نزلت في الأنصار.