﴿ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ ﴾، يعنى الشك بالله وبمحمد، نظيرها فى سورة محمد:﴿ أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ ﴾[محمد: ٢٩] يعنى الشك. ﴿ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضاً ﴾، يعنى شكاً فى قلوبهم.
﴿ وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾، يعنى وجيع فى الآخرة.
﴿ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ [آية: ١٠] لقولهم: ﴿ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ ﴾، وذلك أن عبدالله بن أبى المنافق قال لأصحابه: انظروا إلىَّ وإلى ما أصنع، فتعلموا منى وانظروا دفعى فى هؤلاء القوم كيف أدفعهم عن نفسى وعنكم، فقال أصحابه: أنت سيدنا ومعلمنا، ولولا أنت لم نستطع أن نجتمع مع هؤلاء، فقال عبدالله بن أبىِّ لأبى بكر الصديق وأخذ بيده: مرحباً بسيد بنى تميم بن مرة، ثانى اثنين، وصاحبه فى الغار، وصفيه من أمته، الباذل نفسه وماله. ثم أخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال: مرحباً بسيد بنى عدي بن كعب، القوى فى أمر الله، الباذل نفسه وماله، ثم أخذ بيد على بن أبى طالب، فقال: مرحباً بسيد بنى هاشم، غير رجل واحد اختصه الله بالنبوة لما علم من صدق نيته ويقينه، فقال عمر بن الخطاب، رضى الله عنه: ويحك يا ابن أبى، اتق الله ولا تنافق، وأصلح ولا تفسد، فإن المنافق شر خليقة الله، وأخبثهم خبثاً، وأكثرهم غشاً، فقال عبدالله بن أبى بن سلول: يا عمر مهلاً، فوالله لقد آمنت كإيمانكم، وشهدت كشهادتكم، فافترقوا على ذلك. فانطلق أبو بكر وعمر وعلى، رحمة الله عليهم، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبروه بالذى قاله عبدالله، فأنزل الله عز وجل على نبيه: ﴿ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ﴾.
﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ ﴾، يعنى لا تعملوا فى الأرض بالمعاصى.
﴿ قَالُوۤاْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴾ [آية: ١١]، يعنى مطيعين.


الصفحة التالية
Icon