﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ ﴾، نزلت في أبي جهل وأصحابه.
﴿ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ﴾، وهو ملك عظيم على صورة إنسان أعظم من كل مخلوق غير العرض، فهو حافظ على الملائكة، وجهه كوجه الإنسان، ثم قال سبحانه: ﴿ وَمَآ أُوتِيتُم مِّن ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ [آية: ٨٥]، عند كثيراً عندكم، وذلك" أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن في التوراة علم كل شىء، وقال الله تبارك وتعالى للنبى صلى الله عليه وسلم: قل لليهود: ﴿ وَمَآ أُوتِيتُم مِّن ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾، عندي كثيراً عندكم، وعلم التوراة عندكم كثير. فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: من قال هذا؟ فوالله ما قاله لك إلا عدو لنا، يعنون جبريل، عليه السلام، ثم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: خاصة لنا إنا لم نؤت من العلم إلا قليلاً؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم " بل الناس كلها عامة "، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ولا أنت ولا أصحابك؟ فقال: " نعم " فقالوا: كيف تجمع بين هاتين؟ تزعم أنك أوتيت الحكمة، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً، وتزعم أنك لم تؤت من العلم إلا قليلاً "، فنزلت:﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ... ﴾[لقمان: ٢٧] إلى آخر الآية، ونزلت:﴿ قُل لَّوْ كَانَ ٱلْبَحْرُ مِدَاداً... ﴾[الكهف: ١٠٩] إلى آخر الآية. ثم قال سبحانه: ﴿ وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِٱلَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ﴾ من القرآن، وذلك حين دعي النبي صلى الله عليه وسلم إلى دين آبائه.
﴿ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً ﴾ [آية: ٨٦]، يعني مانعاً يمنعك منا. فاستثنى عز وجل: ﴿ إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ﴾، يعني القرآن كان رحمة من ربك اختصك بها.
﴿ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيراً ﴾ [آية: ٨٧]، يعني عظيماً حين اختصك بذلك.