﴿ ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ ﴾ نزلت فى كفار مكة ﴿ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ ﴾ [آية: ١] لا يؤمنون به يعنى بالحساب يوم القيامة. ثم نعتهم، فقال سبحانه: ﴿ مَا يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ ﴾ يعنى من بيان من ربهم يعنى القرآن ﴿ مُّحْدَثٍ ﴾ يقول: الذى يحدث الله، عز وجل، إلى النبى صلى الله عليه وسلم من القرآن لا محدث عند الله تعالى ﴿ إِلاَّ ٱسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴾ [آية: ٢] يعنى لاهين عن القرآن.﴿ لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ ﴾ يعنى غافلة قلوبهم عنه ﴿ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى ﴾ ﴿ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ﴾ فهو أبو جهل، والوليد بن المغيرة، وعقبة بن أبى معيط، قالوا سراً فيما بينهم: ﴿ هَلْ هَـٰذَآ ﴾ يعنون محمداً صلى الله عليه وسلم: ﴿ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ﴾ لا يفضلكم بشىء فتتبعونه ﴿ أَفَتَأْتُونَ ٱلسِّحْرَ ﴾ يعنى القرآن ﴿ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ ﴾ [آية: ٣] أنه سحر.﴿ قَالَ ﴾ لهم محمد صلى الله عليه وسلم ﴿ رَبِّي يَعْلَمُ ٱلْقَوْلَ ﴾ يعنى السر الذى فيما بينهم ﴿ فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ﴾ لسرهم ﴿ ٱلْعَلِيمُ ﴾ [آية: ٤] به.﴿ بَلْ قَالُوۤاْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ ﴾ يعنى جماعات أحلام يعنون القرآن قالوا: هى أحلام كاذبة مختلطة يراها محمد صلى الله عليه وسلم فى المنام فيخبرنا بها، ثم قال: ﴿ بَلِ ٱفْتَرَاهُ ﴾ يعنون بل يخلق محمد صلى الله عليه وسلم القرآن من تلقاء نفسه، ثم قال: ﴿ بَلْ هُوَ ﴾ يعنى محمداً صلى الله عليه وسلم ﴿ شَاعِرٌ ﴾ فإن كان صادقاً ﴿ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَآ أُرْسِلَ ٱلأَوَّلُونَ ﴾ [آية: ٥] من الأنبياء، عليهم السلام، بالآيات إلى قومهم، كل هذا من قول هؤلاء النفر، كما أرسل موسى، وعيسى، وداود، وسليمان، عليهم السلام، بالآيات والعجائب. يقول الله عز وجل: ﴿ مَآ آمَنَتْ ﴾ يقول: ما صدقت بالآيات ﴿ قَبْلَهُمْ ﴾ يعنى قبل كفار مكة ﴿ مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ ﴾ بالعذاب فى الدنيا، يعنى كفار الأمم الخالية ﴿ أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ ﴾ [آية: ٦] يعنى كفار مكة أفهم يصدقون بالآيات، فقد كذبت بها الأمم الخالية من قبلهم، بأنهم لا يصدقون، ثم قالوا فى الفرقان:﴿ .. أَهَـٰذَا ٱلَّذِي بَعَثَ ٱللَّهُ رَسُولاً.. ﴾[الفرقان: ٤١] يأكل ويشرب وترك الملائكة فلم يرسلهم.