﴿ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِيۤ إِلَيْهِ أَنَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱعْبُدُونِ ﴾ [آية: ٢٥] يعنى فوحدون.﴿ وَقَالُواْ ﴾ أى كفار مكة، منهم النضر بن الحارث ﴿ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَداً ﴾ قالوا: إن الملائكة بنات الله تعالى، فنزه الرب جل جلاله نفسه عن قولهم، فقال: ﴿ سُبْحَانَهُ بَلْ ﴾ هم يعنى الملائكة ﴿ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ﴾ [آية: ٢٦] لعبادة ربهم، وليسوا ببنات الرحمن، ولكن الله أكرمهم بعبادته. ثم أخبر عن الملائكة، فقال: ﴿ لاَ يَسْبِقُونَهُ بِٱلْقَوْلِ ﴾ يعنى الملائكة لا يسبقون ربهم بأمر، يقول: الملائكة لم تأمر كفار مكة بعبادتهم إياها، ثم قال: ﴿ وَهُمْ ﴾ يعنى الملائكة ﴿ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴾ [آية: ٢٧] يقول: لا تعمل الملائكة إلا بأمره، فأخبر الله عز وجل عن الملائكة أنهم عباد يخافون ربهم ويقدسونه ويعبدونه.﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ﴾ يقول الرب عز وجل: يعلم ما كان قبل ان يخلق الملائكة، ويعلم ما كان بعد خلقهم ﴿ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ ﴾ يقول: لا تشفع الملائكة إلا لمن رضي الله أن يشفع له، يعنى من أهل التوحيد الذين لا يقولون إن الملائكة بنات الله عز وجل، لأن كفار مكة زعموا أن الملائكة تشفع لهم فى الآخرة إلى الله عز وجل، ثم قال سبحانه: - يعنى الملائكة: ﴿ وَهُمْ مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴾ [آية: ٢٨] يعنى خائفين.