﴿ لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا ﴾ وذلك أن كفار العرب كانوا فى الجاهلية إذا نحروا البدن عند زمزم أخذوا دماءها فنضحوها قبل الكعبة، وقالوا: اللهم تقبل منا، فأراد المسلمون أن يفعلوا ذلك، فأنزل الله، عز وجل: ﴿ لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا ﴾ ﴿ وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ ﴾ يقول: النحر هو تقوى منكم، فالتقوى هو الذى ينال الله ويرفعه إليه، فأما اللحوم والدماء فلا يرفعه إليه.
﴿ كَذٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ ﴾ يعنى البدن ﴿ لِتُكَبِّرُواْ ﴾ لتعظموا ﴿ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ﴾ لدينه ﴿ وَبَشِّرِ ٱلْمُحْسِنِينَ ﴾ [آية: ٣٧] بالجنة فمن فعل ما ذكر الله فى هذه الآيات فقد أحسن.