﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ ﴾ يعنى النفخة الثانية ﴿ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ ﴾ يعنى لا نسبة بينهم عم، وابن عم، وأخ، وابن أخ، وغيره.
﴿ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ ﴾ [آية: ١٠١] يقول: ولا يسأل حميم حميماً ﴿ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ﴾ بالعمل الصالح، يعنى المؤمنين ﴿ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ﴾ [آية: ١٠٢] يعنى الفائزين.﴿ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ﴾ يعنى الكفار ﴿ فأُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ ﴾ يعنى غبنوا ﴿ أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴾ [آية: ١٠٣] لا يموتون ﴿ تَلْفَحُ ﴾ يعنى تنفخ ﴿ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴾ [آية: ١٠٤] عابسين شفته العليا قالصة لا تغطى أنيابه، وشفته السفلى تضرب بطنه، وثناياه خارجة من فيه بين شفتيه أربعون ذراعاً، بذراع الرجل الطويل من الخلق الأول كل ناب له مثل أحد. يقال لكفار مكة: ﴿ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ ﴾ يقول: ألم يكن القرآن يقرأ عليكم فى أمر هذا اليوم، وما هو كائن فيكم.
﴿ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴾ [آية: ١٠٥] نظيرها فى الزمر.﴿ قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا ﴾ التى كتبت علينا ﴿ وَكُنَّا قَوْماً ضَآلِّينَ ﴾ [آية: ١٠٦] عن الهدى، ثم قالوا: ﴿ رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْهَا ﴾ يعنى من النار ﴿ فَإِنْ عُدْنَا ﴾ إلى الكفر والتكذيب ﴿ فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴾ [آية: ١٠٧] ثم رد مقدار الدنيا منذ خلقت إلى أن تفنى سبع مرات ﴿ قَالَ ٱخْسَئُواْ فِيهَا ﴾ يقول: اصغروا فى النار ﴿ وَلاَ تُكَلِّمُونِ ﴾ [آية: ١٠٨] فلا يتكلم أهل النار بعدها أبداً غير أن لهم زفيراً أول نهيق الحمار، وشهيقاً آخر نهيق الحمار، ثم قال عز وجل: ﴿ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي ﴾ المؤمنين ﴿ يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا ﴾ يعنى صدقنا بالتوحيد ﴿ فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ ﴾ [آية: ١٠٩].
﴿ فَٱتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً ﴾ وذلك أن رءوس كفار قريش المستهزئين: أبا جهل، وعتبة، والوليد، وأمية، ونحوهم، اتخذوا فقراء أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم سخرياً يستهزءون بهم، ويضحكون من خباب، وعمار، وبلال، وسالم مولى أبى حذيفة، ونحوهم من فقراء العرب، فازدروهم، ثم قال: ﴿ حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي ﴾ حتى ترككم الاستهزاء بهم عن الإيمان بالقرآن ﴿ وَكُنْتُمْ مِّنْهُمْ ﴾ يا معشر كفار قريش من الفقراء ﴿ تَضْحَكُونَ ﴾ [آية: ١١٠] استهزاء بهم نظيرها فى ص، يقول الله عز وجل: ﴿ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ ٱلْيَوْمَ ﴾ فى الآخرة ﴿ بِمَا صَبَرُوۤاْ ﴾ على الأذى والاستهزاء، يعنى الفقراء من العرب والموالى ﴿ أَنَّهُمْ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ ﴾ [آية: ١١١] يعنى هم الناجون.