﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ﴾ يعني يقذفون بالزنا ﴿ ٱلْمُحْصَنَاتِ ﴾ لفروجهن عفائف، يعني عائشة، رضي الله عنها.
﴿ ٱلْغَافِلاَتِ ﴾ عن الفواحش ﴿ ٱلْمُؤْمِناتِ ﴾ يعني المصدقات ﴿ لُعِنُواْ ﴾ يعني عذبوا بالجلد ثمانين ﴿ فِي ٱلدُّنْيَا وَ ﴾ في ﴿ وَٱلآخِرَةِ ﴾ بعذاب النار، يعني عبد الله بن أُبى يعذب بالنار؛ لأنه منافق ﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آية: ٢٣] ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبي، وحسان بن ثابت، ومسطح، وحمنة بنت جحش، كل واحد منهم ثمانين في قذف عائشة، رضي الله عنها.﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ [آية: ٢٤] ﴿ يَوْمَئِذٍ ﴾ في الآخرة ﴿ يُوَفِّيهِمُ ٱللَّهُ دِينَهُمُ ٱلْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ ﴾ يعني حسابهم بالعدل لا يظلمون ﴿ ٱلْمُبِينُ ﴾ [آية: ٢٥] يعني العدل البين. ثم قال تعالى: ﴿ ٱلْخَبِيثَاتُ ﴾ يعني السيء من الكلام ﴿ لِلْخَبِيثِينَ ﴾ من الرجال والنساء الذين قذفوا عائشة، لانه يليق بهم الكلام السيء. ﴿ وَٱلْخَبِيثُونَ ﴾ من الرجال والنساء ﴿ لِلْخَبِيثَاتِ ﴾ يعني السيء من الكلام لأنه يليق بهم الكلام السيء. ثم قال سبحانه: ﴿ وَٱلطَّيِّبَاتُ ﴾ يعني الحسن من الكلام ﴿ لِلطَّيِّبِينَ ﴾ من الرجال والنساء، يعني عز وجل الذين ظنوا بالمؤمنين والمؤمنات خيراً ﴿ وَٱلطَّيِّبُونَ ﴾ من الرجال والنساء ﴿ لِلْطَّيِّبَاتِ ﴾ يعني الحسن من الكلام، لأنه يليق بهم الكلام الحسن، ثم قال تعالى: ﴿ أُوْلَـٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ﴾ يعني مما يقول هؤلاء القاذفون الذين قذفوا عائشة، رضي الله عنها، هم مبرأون من الخبيثات من الكلام ﴿ لَهُم مَّغْفِرَةٌ ﴾ لذنوبهم ﴿ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [آية: ٢٦] يعني رزقاً حسناً في الجنة.


الصفحة التالية
Icon